في ظل هذه النظرة السوداوية، والتحامل المُجحف الذي يمارسه العالم على داعش، إلا أنني لا أستطيع سوى أن أشد على أيديهم – أو ما تبقى منها، بعد تنفيذ أحكام السرقة- وأن أنقل تحياتي إلى الإخوان في الدولة، وأبلغهم بأنه لم يمنعني من الالتحاق أمر عدا حساسيتهم المُفرطة تجاه الأغاني.
أفشل كثيراً في تخيل رحلتي الأخيرة على متن سيارة مُعبأة بأطنان C4 دون أن أبدد ملل الرحلة بتشغيل مقادير، أو Time to Say Goodbye قبل أن ألقى حتفي في موقع التفجير. وآسف لأني لا أستطيع تجاوز نقطة الخلاف هذه، وفيما عدا ذلك أجد في داعش مقومات الدولة النهضوية.
بل إنني أستطيع مراهنة الجميع أنها ستشارك في كأس العالم 2026، وستنجح في تحقيقه في عام 2042، ونحن وقتها لا نزال نناقش ضرورة عدم مجاملة المدرب الوطني على مصلحة المُنتخب، مع وجود مطالبات شديدة بإقالة الكابتن ناصر الجوهر.
ولمنح النساء الفرصة، بإمكان أي أخت مجاهدة في داعش قيادة أي قنطرة إلى موقع التفجير في عملية استشهادية. ولا يقوم فايز المالكي، ولا حسن عسيري بإنتاج مسلسلات رمضانية. كذلك لا يتم دعوة نجوم كيك في مهرجاناتهم الصيفية، إلا حين يخالف أحدهم شروط الدولة فيتم إحضاره إما لنحره، أو جلده علناً بالسياط.
معظم المُشكلات التنموية التي تستهلك وقتا في النقاش، أجد أن دولة العراق والشام قد تجاوزتها، بالنسبة للسكن، لا أحد منهم يرغب في البقاء لفترة طويلة على هذه الأرض. أما التعليم فيصل كل منهم إلى منتهاه في هذه الحياة حين ينجح في تعلم الضغط على أي زر كان.
لا يمكنك أن تجد دولة بهذا الشكل الخالي من الهموم، وبراحة البال هذه دون أن تُحرز أمراً ما. بالتأكيد لن تحرز نوبل، كونها لا تعطي جوائز سوى في فرع السلام. لكني أجدد ثقتي بأنها ستظفر بكأس العالم يوماً ما.