خلق النصيحة من أعظم مبادئ الدين الإسلامي، وهي أداة جوهرية للنهوض بأفراد المجتمع نحو كل خير وصلاح، وحق من حقوق المسلم على أخيه المسلم.
ولكن يؤسفني القول إن كثيرا من الناس لا يعرفون عن النصيحة إلا اسمها، وأنها واجبة عليهم تقديمها عند رؤية المنكرات والمعاصي، متجاهلين الآداب والأخلاق الطيبة، ومغيّبين عن الأسلوب المحبب لدى النفوس حتى تقبلها، بالإضافة إلى أنهم ينصحون فيما هو مختلف فيه بين أهل الدين والعلماء، ويجبرك - مثلا - على أن الشيخ أو العالم الذي سمع له وتأثر به، هو الذي يجب أن يُطاع ويُتبع في أقواله، وما عداه باطل وغير صحيح!
كما نجد أن أحدهم ينصح ويدعم كلامه بأدلة في غير موضعها، وبحججٍ ضعيفة، وإن حاولت النقاش معه، أو الشرح بطريقة أكثر سماحة وسعة، قال لك على الفور: أنت في النار، أو هذا لا يجوز، وربنا سيحاسبك عليه حسابا عسيرا، وغيرها مثل هذه العبارات المصيرية، والخوض في عدة أمور لأجل أمر واحد.
الزبدة: لا يسعني إلا الاستشهاد بهذا البيت القائل: قل لمن يدعي في العلم فلسفة.. حفظت شيئا وغابت عنك أشياء!.