لا يمكن أن تسمع اسم (البرازيل) إلا وتكون إجابتك: كرة القدم.
إنها منبع فن ومتعة وطرب ودهشة لغير متذوقي كرة القدم فما بالك بعشاق (المجنونة)، وشخصيا أنصح أنديتنا حينما أسأل عن اللاعبين الأجانب: تعاقدوا مع (ثلاثة) برازيليين، أما اللاعب الرابع (الآسيوي) فهو خيار يستوجب التفكير طويلا لاختيار الأنسب، مع التحذير وبشدة من التعاقد مع (مهاجم) من شرق آسيا.
واعتبارا من اليوم وعلى مدى شهر سنعيش (السامبا) على حقيقتها، فالمنتخبات (الوافدة) الـ31 حطت على أراضي (البرازيل) منذ أسابيع بالوصول تتاليا، وعليه سيكون السحر البرازيلي الكروي في المتاجر والشواطئ والمقاهي والشوارع متلبسا لكل وافد، بآمال عريضة أن يتغلغل الفن البرازيلي في قلوب جميع اللاعبين والمدربين والإداريين.
والأكيد أن الخوف والرعب يسيران كالظل، يمينا وشمالا، ومن الأمام والخلف، في ظل الأخبار العاصفة والحارقة والسارقة والقاتلة مع تسارع العد التنازلي لموعد المونديال وحتى أمس، وهذا حدث أيضا قبل مونديال جنوب أفريقيا 2010 إلى يوم الافتتاح كمنعطف يشغل الجميع داخل الملاعب بأهازيج المؤازرة في المدرجات وأمام الشاشات في أنحاء المعمورة، وهذا ما سيحدث وبتلهف أكثر في ملاعب البرازيل اعتبارا من اليوم، مع الأمنيات بأن يتقدم منتخب الدولة المنظمة حتى النهائي لضمان مزيد من التشويق وتقليل المشاكل والفوضى.
وهذا لا يعني أنني ضد باقي المنتخبات، بالعكس تماما أتمنى لجميعها التوفيق وأن يفوز الأجدر وأن يكون النجاح حليف الجزائر ممثلنا الوحيد في هذا المحفل العالمي الكبير.
في كل أرجاء العالم سيكون المونديال شاغلا وجاذبا منذ السابعة يوميا بتوقيت السعودية لخمس أو سبع ساعات متواصلة في بعض الأيام، وفي هذا المقام أعجبني جدا (الجراف) الخاص بالمباريات هنا في (الوطن)، تنشره يوميا على صفحة كاملة احتراما للقراء وبما يعزز التفوق المهني.
والأكيد أن الملاعب ستمنحنا الوقود لحراك إعلامي وتجاوب مع إيجابيات متعة كرة القدم، ولا سيما أن المونديال مكتظ بالنجوم، علما أن بعضهم أصيبوا ولم تكتب لهم المشاركة، وآخرون (قد) تحرمهم الإصابات من أول مباراة أو مباراتين، وقد يشوب البداية اللعب بحذر شديد جراء الإرهاق وطريقة الإعداد بعد موسم شاق جدا، ولتفادي هزيمة البداية.
أيضا هناك نجوم سيقدمون أنفسهم في هذا المونديال لكسب عقود الملايين والانتقال إلى أندية أخرى، وكذلك تدوين أسمائهم بالذهب في أقوى وأهم وأشهر مناسبة عالمية.
ومما يؤلمنا عدم تأهل منتخبات عربية سوى الجزائر الذي نأمل له التألق والتقدم، ومن جانبنا في السعودية نعيش حسرة رسوب التأهل في مونديالين متاليين بعد نجاح في أربعة مونديالات متتالية 1994، 1998، 2002، و2006، لكن لعل في هذا ما يقوي خطط العمل لاستعادة الوهج القاري أولا ثم البحث عن العودة لساحة المنتخبات العالمية في أهم تظاهرة رياضية.
اليوم ستكون الانطلاقة قوية جدا ومثيرة بين البرازيل وكرواتيا، بين عمالقة الفن والمهارة والمتعة، وصلابة التكتيك دفاعيا واستثمار المساحات والكرات الثابتة، وبالتأكيد التسديدات البعيدة والمخادعة.
اليوم وعلى مدى شهر كامل، اختبار قوي لجماهير (السامبا) في معقلها لأن تكون في مستوى سمعة بلادها كرويا، وعدم إساءة استثمار شهرة القدم للتعبير عن المشاكل الداخلية والسياسية.
وكلنا أمل في متعة كرة قدم حقيقية تفيد في رفع مستوى الوعي والتحضر والتطور.