أبها: نزار عبدالباقي

المالح لـ'الوطن': 'الأسد' سرطان لا ينفع معه إلا الاستئصال 'لافروف' يتبنى موقف 'النظام' ويطالب بمناقشة الإرهاب أولا

انتهت الجولة الثانية من محادثات جنيف2 أمس دون تحقيق أي تقدم يذكر. واختتم الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي اجتماعه مع وفدي الحكومة والمعارضة دون أن يتمكن من تحقيق اختراق حقيقي في مواقف الطرفين. وكشفت مصادر مطلعة داخل الائتلاف الوطني السوري المعارض أن اللقاء الثلاثي الذي عقد مساء أول من أمس وكان الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي يعول عليه لإنقاذ المباحثات لم يأت بجديد. ونقل عضو وفد المعارضة السورية بدر جاموس في تصريحات للصحفيين عن وكيلة وزارة الخارجية الأميركية ويندي شيرمان قولها، إن المحادثات التي جمعت بينها وبين نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف مع الإبراهيمي لم تكن ناجحة. ولم يذكر مزيداً من التفاصيل.
بدوره، قال عضو الوفد المفاوض في جنيف هيثم المالح في تصريحات إلى الوطن: إن المفاوضات انتهت دون أن تحقق تقدماً لمسافة سنتمتر واحد حسب قوله، مشيراً إلى أن وفد النظام الذي مارس التعنت إلى آخر لحظة، كان متمسكاً بمواقفه، دون أن يبدي أي قدر من المرونة. وألقى المالح باللوم على موسكو وواشنطن معاً، وقال: إذا كانت موسكو تعادي الشعب السوري وتحارب ثورته بوجه مكشوف، ودون مواربة، فإن واشنطن تفعل ذلك من وراء قناع. مشيراً إلى أن مسؤولين أميركيين سبق أن أخبروه بأن الرئيس باراك أوباما لا ينوي اتخاذ قرار حاسم بشأن الأزمة السورية، ويريد أن يدع ذلك القرار للرئيس الذي سيخلفه على المقعد الرئاسي بعد انتهاء ولايته الحالية. ومضى المالح في وصف الجولة الأخيرة للمفاوضات قائلاً لم يحدث أي اختراق ولا تغير في المواقف. الإبراهيمي ظهر محبطاً للغاية وطلب منا الاستمرار في التفاوض لأسبوع آخر. ومع أن الائتلاف لم يتخذ قراره النهائي بصورة رسمية، إلا أنني طلبت شخصياً تعليق المفاوضات وليس إلغاءها أو الانسحاب منها، لأنه من غير المقبول أن نستمر في تفاوض عبثي بينما النظام يقصف المدنيين ويحارب الإنسان والحيوان والشجر. واختتم المالح تصريحاته بالقول هذا النظام أصبح ورماً سرطانياً في مراحله الأخيرة ولن يستجيب لأي علاج، والحل الوحيد معه يكمن في الاستئصال والقطع.
وكان المتحدث باسم المعارضة السورية لؤي الصافي قد أكد في مؤتمر صحفي أمس، أنه لم يحدث أي تقدم في المفاوضات، وأن المعارضة بانتظار أن تقوم الأمم المتحدة وواشنطن وموسكو بإعطاء دفعة لهذه المفاوضات، وحث النظام على الانخراط في العملية السياسية وعدم التمسك بمناقشة قضايا منفصلة. مشيراً إلى أن روسيا لا تزال تتبني خط وموقف النظام. بدوره، قال القيادي في وفد المعارضة السورية أنس العبدة: ما شهدناه حتى الآن يؤكد أن النظام ليس جاداً في حل الأزمة. ومن الأفضل أن يسارع الروس لفرض ضغوط كافية على جانب النظام السوري. وهم في وضع يؤهلهم لذلك. وبدورهم قال دبلوماسيون غربيون إنهم يأملون أن تتمكن موسكو من الضغط على حكومة دمشق لإبداء مرونة كافية. وأعرب الدبلوماسيون عن خشيتهم من ألا تجرى جولة ثالثة من المحادثات في وقت قريب بعد استكمال محادثات الأسبوع الجاري. وأوضح الدبلوماسيون أن مفاوضي الوفد الحكومي يرفضون تماماً بحث المقترحات الدولية لهيئة حكم انتقالية. إلى ذلك، ربط محللون سياسيون بين التعنت الواضح الذي أبداه وفد النظام بضرورة مناقشة قضية العنف والإرهاب في البداية قبل الانتقال إلى بحث قضية السلطة الانتقالية، بما أعلنه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، خلال مؤتمر صحفي في ختام مباحثاته أول من أمس مع نظيره المصري نبيل فهمي، عندما تشدد في الانتهاء من بند الإرهاب في البداية وقال: الإرهاب بالتأكيد ليس مشكلة أقل حدة من الأزمة الإنسانية. وأضاف الجماعات الإرهابية التي تقاتل في سورية تمثل خطراً متزايداً. واتهم لافروف القوى الغربية التي أيدت المعارضة والجماعات المسلحة، ببذل محاولات لتبرير الإرهاب بالمجادلة أنه لا يمكنها القضاء على الإرهاب ما دام الأسد في السلطة. وتابع بالقول إن هذا التبرير ليس مقنعاً.