القاهرة: محمد عوض

بعد نحو ثلاثة أعوام من الركود الكبير الذي ضرب صناعة السينما في مصر، وتحديداً منذ ثورة 25 يناير 2011، نتيجة للأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد، بدت تلوح في الأفق بوادر انتعاش ظهرت نتائجه في إيرادات الأفلام التي عرضت في موسم نصف العام السينمائي، المستمر حالياً.
وبرغم قلة الأفلام المعروضة، إلا أن الإيرادات تبشر بأن هناك أملا في نهوض صناعة السينما التي تأثرت بقوة، خاصة مع نجاح دور العرض في جذب الجمهور مجدداً، وهو ما أرجعه النقاد الذين تحدثوا إلى الوطن، إلى هدوء الأوضاع السياسية والأمنية في مصر مؤخراً، خاصة بعد إقرار الدستور بأغلبية ساحقة، إضافة إلى قرب الانتخابات الرئاسية، بما يضع البلاد على الطريق الصحيح.
واستقبل الموسم الحالي نحو خمسة أفلام فقط، وهي فيلا 69 بطولة خالد أبو النجا، ولبلبة، ولا مؤاخذة بطولة كندة علوش، وإيمان العاصي.
كما يشهد الموسم السينمائي الحالي عرض فيلم الجرسونيرة، بطولة غادة عبدالرازق، ونضال الشافعي، ومنذر ريحانة، ومن إخراج جرجس فوزي، وكذلك سعيد كلاكيت بطولة علا غانم، وعمرو عبدالجليل، وإخراج بيتر ميمي، كما طرح أيضاً قبل أيام فيلم خطة جيمي للمطربة ساندي، والطفلة جنى، وتأليف إيهاب ناصر، وإخراج تامر بسيوني.
ويتصدر فيلم لا مؤاخذة إيرادات الموسم الحالي رغم طرحه منذ أيام قليلة، حيث تجاوزت إيراداته حاجز المليون ونصف المليون، وتوقع الخبراء أن تبلغ إيراداته حاجز خمسة ملايين جنيه بنهاية الموسم، تلاه في المركز الثاني فيلم جرسونيرة بإيرادات بلغت 3.2 ملايين جنيه، وسعيد كلاكيت بإيرادات 2.2 مليون جنيه، وخطة جيمي بإيرادات 300 ألف جنيه، وفيلا 69 بإيرادات 700 ألف جنيه، وهي أرقام عدها مراقبون بداية مشجعة للخروج من عنق الزجاجة، وبدء تعافي الصناعة.
من جهته، أكد المنتج محمد فوزي، أنه وبالرغم من ندرة الأفلام المعروضة في الموسم السينمائي الحالي، إلا أن الإيرادات جاءت مبشرة بعكس كل التوقعات التي كانت تشير إلى استمرار ركود الصناعة مع عزوف الجمهور عن السينما، مشيراً إلى أن ارتفاع الإيرادات خاصة في الأفلام الكوميدية والاجتماعية دليل على أن الجمهور بات يلتفت إلى الأفلام المهمة، ويبعد عن الدامية التي تحتوي على مشاهد العنف.
وأضاف الناقد طارق الشناوي، أن الجمهور بات متعطشا للأفلام التي تحتوي على قصة ومضمون، لأنه مل من السياسة، والدم، والإجرام، والبلطجة، متوقعا في الوقت نفسه أن يشهد الموسم السينمائي الصيفي المقبل، انتعاشة قوية، خاصة أن هناك عددا من المنتجين يحضرون لأفلام قوية لنجوم كبار مثل أحمد حلمي، ومحمد سعد.
وتوقعت الناقدة الفنية نهى جاد، أن تستمر الأفلام الجيدة، وأن تفتح دور العرض المغلقة كتلك الموجودة فى جنينه مول، على الرغم من شبح الخفوت الذى ما زال يظلل المشهد السينمائي.
وأشارت إلى أنها متفائلة جدا بمستقبل السينما في العام الجديد، لا سيما إذا وضعت الدولة السينما ضمن أولوياتها ودعمتها، لافتة إلى أن هناك إرهاصات تحدث في المشهد تدفع للتفاؤل، منها مجموعة الأفلام التي أنتجتها السينما المستقلة.