كثير من المخرجين العرب القدامي، سواء من عملوا في التلفزيون أو السينما، لا بد أن تُرفع لهم القبعة احتراما لما قدموه لتطوير هذه الصناعة، ولا يمكن أن تعتب عليهم؛ لأن أفلامهم خلت من عوامل التأثير، أو عانت من ركاكة الصورة، أو تبلد بعض الممثلين، وكان جل ما يهمهم هو أن يقدموا رسالة هادفة باستخدام كاميرا حتى لو كانت بالية!.
المشكلة في العمل الفني العربي، تبدأ عندما يصبح المخرج هو نفسه المنتج، وهنا تبدأ المشاكل ويثار الجدل، ويضيع دور المخرج في العمل، على عكس ما يحدث مع أبرز المخرجين العالميين الذين ينتجون لأنفسهم الآن.
ما حدث مع المخرج/ المنتج المخضرم بسام الملا، الذي أخرج خمسة أجزاء من مسلسل باب الحارة الشهير، هو نتاج لهذه العملية. وما تبثه الآن قناة إم بي سي من إعلانات متتابعة حول عودة الممثل عباس النوري إلى العمل، ما هو إلا سخرية من المشاهد الذي اعتاد من خلال حبكة القصة على غيابه لثلاثة أجزاء متتالية، والسبب هو خلاف بين الممثل والمخرج!.
ليس من البساطة عندما تتسلم عملا فنيا، وتقدمه لشريحة كبيرة من الناس، أن تفرض رغباتك على الممثلين، خاصة ممن حققوا أمجادا فنية، فتسمح لنفسك أن تطرد هذا الممثل أو ذاك من العمل، وتسمح لنفسك أيضا أن تعبث بالسيناريو، وتستفيد من غياب من طردت، كما حدث مع شخصية أبو شهاب!.
باب الحارة مسلسل رائع، ولكن تحكم مخرجه فيه قتله إلى أبعد درجة، وأفقد المشاهد القدرة على التنبؤ بما يمكن أن يفعله، خاصة أن المسألة متعلقة بالخلافات وليس بالحبكة الفنية، وهو بالتالي يطبق النظرية المعروفة المخرج عاوز كده!