دقيقة من وقتك لو سمحت.. ما رأيك أيها المثقف في رحلة أصطحبك فيها كي نتأمل للحظات حال الثقافة في عالمنا العربي؟ لن تضيع تلك الدقائق فكم أضعنا أياما وشهورا بدون الإمساك بكتاب. السادة المثقفون ولن أقول المتثيقفون لأنكم اكتسبتم ألقابا وكفى، فعالمنا العربي من عشاق الألقاب والمسايرة تكفيك خمسة كتب قرأتها لتكون فيلسوف عصرك، وعالم زمانك، ومفتي أمتك. كسرنا أقلامنا من أجل أهوائنا ونسينا معنى الثقافة والرقي، أصبحنا نستسهل كتابة الكلمة.. فهانت... قيمة الكاتب والكتابة... بكلمة نكتبها، نهدم لا نبني ونجلب فكرا مهترئا. ازدحمت مكتبتنا العربية بالمؤلفات المحشوة الفارغة التي لا يجني منها القارئ شيئا من المعرفة، فصرنا وبالا على مجتمعنا. كل ذلك من أجل التصفيق وسماع آهات الإعجاب ومن أجل أن أصفق لك وأنت تصفق لي هكذا نتعادل. لم نهتم بآداب الثقافة وقدسنا التناحر وهدم طاقات الإبداع حتى مل المبدعون مكانهم لسرقة غيرهم مقاعدهم.. لنتأمل.. عندما نحاسب أنفسنا ونقرر البدء من جديد لا بد أن يكون العقل ناضجا واعيا للخوض في بحر الكتابة والمعرفة والعلم، باحثا عن الحقيقة، مرسخا لقيم ومبادئ، متصفا بالهمة العالية، معتزا بالقلم والحرف الذي أخرج العقول من ظلام الاستعباد إلى نور الحرية والعلم.. قبل أن نكتب نقرأ وقبل ذلك نثقف أنفسنا بما يسمو بأمتنا الآن. جاء دورك في آخر رحلتنا لتسألني من أنت؟ لن أتحسس من سؤالك أنا جمهورك العربي الذي سئم قراءة ما تكتب من مهازل، أيقظ سوء كلماتك قلمي ليوقظ ما تبقى من حرية قلمك.