القاهرة: حازم عبده

نقاد تناولوا إبداعه.. و'كافكا' يغرد في 'معرض القاهرة للكتاب'

فيما أطل الأديب التشيكي فرانز كافكا كطائر مغرد على فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب أمس عبر مناقشات أدبية وفكرية لعدد من أعماله المنقولة إلى العربية، كان مشاركون في ندوة طه حسين مبدعاً يرون أن رواية طه حسين المعذبون في الأرض أثارت غضب الديوان الملكي إبان عهد الملك فاروق ضده، وأن روايته شجرة البؤس هي التي ألهمت نجيب محفوظ ليبدع ثلاثيته الشهيرة السكرية وقصر الشوق وبين القصرين.
وتضمنت مناقشات كافكا 12 عملاً ترجمها عن اللغة التشيكية الدكتور خالد البلتاجي، بين القصة والرواية، منها المسخ، وفي مستعمرة العقاب، وسور الصين العظيم، وأبحاث كلب، وفنان الجوع ووطن الفئران، والتحول فضلاً عن أجزاء من أعمال لم تكتمل مثل صراع، وفي مستعمرة العقاب وغيرها، والجزء الثالث يضم أعمالاً لم تترجم من قبل للعربية، وهي قصصه القصيرة جداً، ومسرحية وقصص وجدت في يومياته بعد وفاته، ترجمها عن الألمانية يسري خميس.
شارك في اللقاء كل من سفير التشيك بالقاهرة زماركيتا مالشيوف، والدكتور خالد البلتاجي، والكاتب والمترجم الدكتور الدسوقي فهمي، وسلمى يسرى خميس.
وتعد الترجمة التي صدرت بمناسبة الاحتفال بمرور 90 عاماً على وفاة كافكا أول ترجمة لأعماله من اللغة التشيكية، استند فيها إلى نسخة المترجم التشيكي فلاديمير كافكا التي صدرت عن الألمانية فى ستينيات القرن الماضي، وجمع فيها أهم الأعمال التي صدر بعضها في حياة الأديب والبعض الآخر بعد وفاته. فيما قالت الكاتبة التشيكية ماركيتا مالشيوف إن الملاحظ في أعمال كافكا أنه ينتقد النظم الشمولية وعارض أفكار هتلر والنظم الشيوعية، مشيرة إلى تأسيس جمعية عام 1989 لإحياء كافكا في ذاكرة الوطن التشيكي. وأضافت أن كافكا طائر مغرد في وقت صعب.
وفي ندوة طه حسين قال الناقد حلمي النمنم إن رواية شجرة البؤس مهمة وملهمة وعلى غرارها ظهرت فيما بعد ثلاثية نجيب محفوظ، أما روايته المعذبون في الأرض فقد نشرها في مجلة الكاتب المصري وكانت قصصها سببا في غضب الديوان الملكى والقلم السياسي عليه وطبعها في بيروت، وبعد الثورة طبعت في مصر فضلا عن الحب الضائع ودعاء الكروان والعديد من الأعمال.
ولفت النمنم إلى أن الجوانب الإبداعية في أعمال حسين لها أكثر من مستوى بدأ بكتابة الشعر منذ أن كان طالبا في الأزهر، وهناك من جمع قصائده بعنوان ديوان طه. وعندما سافر إلى فرنسا، توقف عن الشعر واتجه للكتابة كأستاذ جامعي في قضايا الفكر والإبداع. أما روايته الأيام فقد فتحت الباب أمام الكتاب ليقدموا سيرهم الذاتية وكتبها حسين بعد أزمة كتابه في الشعر الجاهلي.
أما الناقد الدكتور حسين حموده فتناول كتابين لحسين بالنقد هما: المعذبون في الأرض وجنة الحيوان، وقال إنهما ينتميان إلى شكل إبداعي يسميه طه حسين حديثا، ويركز على أن هذه الأحاديث القصصية بعيدة عن النموذج المطروق لفن القصة القصيرة باعتبار أن النماذج لا تقود التجربة الإبداعية. وهو ما جعل الدكتور طه حسين يسخر من قواعد فن القصة القصيرة المتعارف عليها لدى الغرب، ويشير إلى أنه يكسر هذه القواعد ويرتضي صيغة حوارية بين صوت المحدث والقارئ، ولكل من الطرفين حرية واسعة جدا يؤكدها طه حسين بأكثر من سياق.
ولفت حمودة إلى أن كتاب المعذبون في الأرض فيه قسمات كثيرة من تجربة طه حسين والجوانب الأساسية التي استند إليها في كتاباته وروابط تصل بين الكتاب والأيام.
وطرح طه حسين فيه العديد من القضايا التي طرحها في أغلب كتابته مثل العدل الغائب، وقضية العدل الغائب تستدعى الكثير من أحاديث المعدمين من مسيحيين ومسلمين، ومظاهر غياب العدل تتأكد بوجود فريقين: البائسون الأشقياء والقلة المنعمة التي تجد كل شيء.