سأضع نفسي مكان سائح قادم إلى السعودية.. فعند الوصول لا يهمني إذا ما قابلني موظف الجوازات بـتشخيصة الصقر أو تشخيصة جابر، المهم كم من الوقت سأمضيه أمام كاونتر الدخول، ولو قابلني الموظف بـتشخيصة بنت البكار؟!
تأخر وتعقيد إجراءات الدخول، وجلافة موظف الدخول مع الزائر، معضلات اهتمت بحلها الدول التي تسعى بحق إلى فتح أبوابها أمام السائحين، فعملت ـ من أعلى سلطة ـ على إنهائها.
يوم الخميس الماضي، أعلن الرئيس الأميركي، أنه سيجعل من تسريع إجراءات المسافرين القادمين أولوية لإدارته؛ من أجل تشجيع السياح، وبالتالي إنعاش الاقتصاد. وشدد على أهمية خفض وقت الانتظار أثناء دخول الأراضي الأميركية، دون أن يؤثر ذلك على الأمن. يؤكد أوباما أنه كلما قل الوقت الذي يقضيه المسافر في المطار منتظرا في الطابور، كلما زادت فرص عودته إلى زيارة الولايات المتحدة مجددا.
بعد خروجي من المطار، أسأل نفسي: هل في البلد فنادق جيدة، وما خيارات التنقل والمواصلات. هل ستكون الأمور أفضل حالا مما في المطار؟!. لن أجيب عن ذلك، وسأستعير إجابة رئيس مجلس إدارة مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، المهندس بندر الحميضي، وهو يتحدث عن استضافة السعودية لمعرض إكسبو الدولي، إذ قال ما نصه: فنادقنا ومطاراتنا ونقلنا العام، ليست مستعدة لاستضافة معرض إكسبو الدولي!.
عموما حديث الزائر عن بلد نصف أهله لا يملكون مسكنا مضيعة للوقت، لذا من الأفضل تجاوز سالفة السكن إلى المرحلة التالية!.
الآن.. أين أذهب في بلد طقسه متطرف كالسعودية؟.. مجمعات تجارية؟ جيد، لكنها تغلق باكرا.. حدائق ومتنزهات؟ معظمها غير مؤهل ومخصص للعوائل.. المهرجانات والفعاليات؟ تقليدية وتجلب النوم.. آثار ومتاحف؟ اعتبروا هذا الخيار كأنه لم يكن!.
لم يبق سوى خيار واحد، وهو ما يفعله أبناء البلد: استئجار استراحة حتى تحين رحلة العودة!.
في صالة المغادرين، تقودني الصدفة إلى تصفح موقع السياحة السعودية، وأتساءل في نفسي: هل كانت السعودية بلدا جاذبا للسياح كما بدت وأظهرها الموقع؟.. أبدا لم تكن تلك البلد التي زرتها!.