تستغرب كثيرا، وتبحلق عينيك على الآخر، في إعلان يتحدث عن ساعة يد رجالية، وتقف فيه بجوار الرجل، امرأة تكشف إلى ما فوق الساقين بسنتيمترات، وتسأل نفسك: ما علاقة ساعة اليد الرجالية بالمرأة؟ وما علاقة ساعة اليد بالساقين؟
تعود من جديد إلى الشاشة، وإلى الإعلانات، وتستغرب من جديد، وتبحلق من جديد، في إعلان عن هاتف جوال، وليس فيه إلا امرأة مستلقية على كنب تتصفح جوالها، متمددة، وممددة ساقيها العاريتين أيضا، فتسأل السؤال القديم نفسه: ما علاقة الجوال بساقي امرأة، وهل هناك علاقة يا ترى بين الجوال وساقي الرجل، بحكم أن هناك جوالات رجالية ونسائية؟
هذه الأسئلة البسيطة، هي ما يكشف عن ثقافة الإعلان الخادش التي أعنيها، فكل القنوات، أو معظمها، تدخلك إلى إعلاناتها التجارية، من باب واحد، هو باب المرأة.
إذا كانت هناك عبارة شهيرة تقول: إن المرأة نصف الرجل، فعبارة القنوات الفضائية العربية، حول الإعلانات، هي: المرأة نصف الإعلان.
لملاك القنوات نقول: اعرضوا إعلانات وتكسبوا، لكن ليس على حساب تحويل المرأة إلى فاترينة عرض للسيقان والأذرع والصدور.
ملاحظة: لن أقول: اتقوا الله ، فهي عبارة لا تؤثر فيكم، ولا تعنيكم فيما نراه منكم.