عقيل حامد

طالما قلنا وكتبنا وحذرنا من إيران وأذنابها في المنطقة، ومع الأسف الشديد كان الأكثرية من أهلنا يدافعون عن حزب الله، ويصفونه بالحزب الوحيد الذي استطاع أن يقف في وجه إسرائيل ويرفع راية المقاومة والممانعة بعد أن خضع الجميع لها ولسياساتها في المنطقة. كنا نقول لهم إن إسرائيل ليست عاجزة عن رد هذا الحزب وأمثاله وكسر شوكته وإنهاء خطره بل حتى إزالته بالكلية وإخفاء أثره، فأنتم تعلمون من جاء بإسرائيل وغرسها في قلب العرب، وتعلمون من يقف وراءها ويدعمها سياسيا وعسكريا وماليا، فهل يعقل أن يقف حزب ضعيف يقوده مجهول جهول، فهذا شيء لا يصدق ولا يعقل بل لا يصلح حتى للعرض والنقاش، فـحسن هو ذنب من أذناب إيران تحركه كيفما تشاء، وإيران حليفة لإسرائيل وقد حمت إسرائيل نصف قرن من الزمن بذنبها الثاني نظام الأسد وهكذا أمنت إيران إسرائيل من جميع الاتجاهات. وبمقابل ذلك تكفل الغرب بحماية إيران ومساندتها ودعمها بكل ما يستطيع من وسائل وإمكانيات لتنفيذ أهدافها وتحقيق غاياتها وأطماعها في المنطقة، وقد تجلى هذا التعاون واضحا جليا في الفترة الأخيرة وتحديدا بعد الغزو الغربي لأفغانستان واحتلالها ومساندة إيران في ذلك، مرورا باحتلال العراق ودورها في إسقاط حكومته فكان لها ولهم ما أرادوا ولذلك كافأ الغرب إيران على فعلتها فسلم هذين البلدين لها ولم يكتف بذلك بل فسح المجال لها للتدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربي ولزم الصمت حيال ذلك، بل تعدى تدخلها حتى وصل الدول الأفريقية وهذا كله بمباركة ومساندة الغرب لها. ولكي لا ننخدع فإن هذا الحزب إرهابي بشقيه السياسي والعسكري، فالقيادة واحدة وكذلك الفكر والمعتقد ولا يفرق بينهما إلا جاهل أو عميل لإيران وأذنابها. لكي لا ننخدع مرة أخرى فلو كان هذا الحزب خطرا يهدد إسرائيل وأمنها لما لزم الغرب الصمت والسكوت عليه تلك السنين الطوال ولم يدخله حتى الآن ضمن دائرة الإرهاب، فهذه جبهة النصر مضى على تشكيلها أكثر من سنة وقد أدخلها الغرب ضمن دائرة الإرهاب وهي لم تقاتل إسرائيل في يوم من الأيام بل لم تتشكل أصلا لقتالها وقد أدخلها ضمن الإرهاب فكيف يسكت عن حزب يعلن جهارا نهارا أنه نشأ وتشكل لقتال إسرائيل ومحوها من الخارطة. لو كان هذا الحزب حقا عدوا لإسرائيل وأميركا أيعقل أن يسكتوا عنه ولا يدخلونه ضمن الأحزاب والمنظمات الإرهابية إلى الآن؟
ومن الجدير بالذكر أن أنبه هنا أن إيران لا تستعمل الأحزاب والمنظمات فقط لترويج عقائدها وولاية الفقيه الصفوية بل تتستر أجهزتها الاستخبارية بالجمعيات الخيرية والإسلامية والسفارات، بل وصل الأمر إلى اتخاذ الحسينيات مقرا لجمع المعلومات وإدارة العمليات وتنفيذ المخططات. تفعل كل ذلك لصرف الأنظار عنها ولتظهر أن دعوتها إسلامية سامية والحق أنها صفوية. فإن لم يتصد الحكام والعلماء والدعاة والمثقفون لهذا الفكر الفارسي فإن سمومه ستنتشر وتفتك بأمتنا الإسلامية؛ حينها سنبذل جهدا أكبر ومالا أكثر لإزالة هذه السموم وإنهائها وإصلاح ما أفسدته تلك الأفعى الرقطاء العمياء.