.. ولأنني متفائلة حتى لا أنهى عن القتامة والسوداوية وأمارسها.. وبحكم رصد تجربتنا مع النخب التي نحاول دعم إزاحتها عن واقعها المتحلي بجمود مفتعل ومبالغ فيه.. في آخر النفق هناك ضوء.. شهد الأسبوع الماضي خطوبا ومستجدات يهمني رد الفعل عليها ونوعية التغيير، كتب بعض الكتاب والكاتبات وغرد البعض عن الاستهداف للوطن وما يواجهنا ويستحق الوعي به وتوعية المجتمع والإسهام في وضع الحلول وتطبيقها، وهم قلة للأسف وصفت نرجسيتهم في مقالة الأمس وهذا لا يعني فقد الأمل فيهم، فربما يفيق البعض.. وفي كل زاوية معتمة تكمن حكمة، الله أعلم بما في ثناياها من مغزى.
أن تأتي متأخرا خير من الغيبوبة، تقال لكل من سطروا بعد طول غياب مقالاتهم وجادوا بتغريدة يتيمة أو من فيض الكرم بتغريدتين من أجل الوطن أو رجال الأمن، رغم القحط في التعبير، بالذات ما يتعلق بإنجازات القطاعات الأمنية، وبعضها غير مسبوق وكأنه لا يراها، وهنا مثال أعده من إيجابيات المرحلة، أن تكون لدينا عيون ساهرة ويقظة، تقابل جهودها بالجحود، فإن ذلك يكشفت لنا نسبة السلبية والنرجسية.. وعلى سبيل المثال ـ لضيق المساحة ـ معلومة أعلن عنها الأسبوع الماضي، تقول:
ضبطت مديرية حرس الحدود 14 طن حشيش و4 ملايين قرص مخدر خلال 6 أشهر، وتم القبض على 163 ألف متسلل و2591 مهربا، مع مصادرة 2089 قطعة سلاح.. عدد أحرف هذه المعلومة التي يضعها كل سعودي وسعودية وساما على صدورهم 122 حرفا، وليس 140 حرفا، كما تقتضي التغريدة، حاولت البحث عن نسبة تداولها، ويؤسفني أنها كعينة لم تصل إلى مستوى التداول المأمول، لو كان الحدث في دولة أخرى يجيد أبناؤها التسويق لها لتحولت المعلومة إلى احتفالية تُحصد أصداؤها ثلاثة أيام على الأقل.. إن لم يكن أسبوعا يحمل مبادرات تعزز قيمة وأهمية دعم قطاعات العيون الساهرة..!
لماذا عدم التعليق وإن صدر فمن القلة.. ولا مناقشة وإن كانت فبحذر ومبالغة بتجنب الاستمرار فيها..؟!
مفهوم أن الخشية والفزع من فقد الأتباع والجماهيرية نتيجة الهجوم على من يشذ عنهم وارد.. ما يجعل النخبوي مجرد عضو في ثقافة من يسميهم قطيع.. وليس كما يقدم نفسه بنرجسية تتلاشى إذا كان النقد للوطن والأداء الحكومي.. لست ضد النقد والتقييم البناء، على أن يتحلى الناقد بالوطنية ويعلنها في الشدة كما الرخاء، حتى يكون لمواقفه قيمة ومصداقية..
لاكتشاف العاهات النرجسية إيجابيات، أهمها تحمل مسؤولياتنا لتدارك أن تصاب بها الأجيال.. والعاهة ليست ظاهرة يمكن وضع الحلول لها لما تحمله من عطب، خاصة فيمن ولاؤهم عابر للحدود.