أعجبني بشدة، لا شدة قبلها ولا بعدها، تعبير أحد الأصدقاء، لما قال بالعامية: تويتر مثل شارع عام ورئيسي وواسع ما تعرف فيه أحد، وفيس مثل حارة تعرف كل من فيها.
هذا التشبيه البسيط، هو تشبيه صعب جدا في معناه العميق، فشبكتا التواصل الحديثة، فيس وتويتر، هما بالفعل مختلفتان متشابهتان، تتقاطعان، وتتوازيان في خطين لا يتقاطعان.
فيس يعطي لك فقط 5 آلاف صديق كحد أعلى، ولهذا فأنت في حارة، تعرف فيها وجوه أصدقائك، بينما تويتر يعطيك عددا لا ينتهي من الناس، فهو شارع واسع ومزدحم، لا تعرف فيه كل الوجوه.
أمعن أكثر في المقارنة، بين أهم شبكتين للتواصل وأقول: أعجبني تشبيه آخر، يقول بالعامية: تويتر مثل مكتب دائرة حكومية، تجلس فيه وتنتظر المراجعين برسمية، وفيس مثل جلسة ناس على سُفرة أرضية، يجلسون ويتكلمون بلا رسمية.
يشير التشبيه، لرسمية تويتر وطابعه البرستيجي الاستعراضي، ولهذا يفتح المشاهير فيه حسابات، بينما فيس، أقل رسمية، وأكثر حميمية، كسُفرة طعام على الأرض، يلتف حولها أصدقاء، وأهل، ومعارف.
فيس وتويتر، وسيلتان تواصليتان، في الإعلام الحديث: سياميتان، ومنفصلتان.