يصر عدد كبير من المسؤولين، وغير المسؤولين، على أن تويتر حاضن كبير لـالمشاكل المجتمعية فقط، ويقدمه على أنه واجهة الخراب والسلبية والتشاؤم، وأن كل ما يدور ويثور في منشناته ليس سوى آراء مراهقة، لا تظل كثيرا حتى تصطدم بجدر الغياب والنسيان! ورغم أن المدعو تويتر ليس بريئا بالكلية من التهم المنثورة أعلاه، إلا أنه صاحب جانب مشرق ووهاج، يغيبه المتحاملون على بريقه، ويسهم كثر بتصرفاتهم الغبية على تأكيد ذلك.
لم تعد تغريدات إبراهيم الشهيرة خبرا حديثا؛ وإنما قدرا جميلا جاء ليبرهن لكل الناقمين على خطأ نظراتهم، ويخبرهم ماذا يمكن لـتويتر أن يقدم، وما هي أخلاق الساكنين في تغريداته، ولأي مدى يمكن أن يقدم الشباب المنفي نفعا لمجتمعه ووطنه، رغم عضوية عدد منهم في قوائم البطالة، وغصبا عن لافتات ممنوع دخول الشباب، وبمنأى من كل آراء الاستنقاص التي تلاحق منجزاتهم، وحتى مع غياب المظلات الرسمية الحقيقية التي تحتضن مثل هذه المبادرات.
جاءت هذه التغريدات لتكشف لنا ادعاءات ما يسمى بـجمعية أصدقاء المرضى ولجنة أصدقاء المرضى، وكل المنظمات والمؤسسات التي تعزف على مساعدة المريض في شعاراتها، وهي غائبة عن المشهد بشكله الحقيقي، مكتفية بكتابة عبارة الوقاية خير من العلاج على ملصقات ملونة، ونشرها في أزقة المستشفيات الغاصة بأكسجين اللا اهتمام!
وللإحاطة، وكما أعتقد، فلم يكن إبراهيم يبحث عن شفاء صحي كأولوية، بقدر ما كان يفتش عن شفاء قلب وروح، وهذا ما يغيب عن كثير من الأطباء بالمرتبة الأولى، وآخرين من بعدهم، الذين قتل الروتين قلوب كثير منهم، وباتوا يتعاملون مع المرضى كدمى، تكفيها مسكنات دورية لتكون جزءا من الحياة!
وأخيرا.. وكشأن كثير من القضايا الإنسانية، يصر فايز المالكي على التقدم وتقديم زكاة شهرته بإنسانيته، ليحرج الباقين الغائبين، الذين طالما زعموا أنهم معنيون ومهتمون بقضايا الناس، وغابوا عندما كان الرهان على المحك.. للأسف!. والسلام