من يعجزهم الوصول إلى عنبه يتطاولون بتزوير الطـعم، وتُكرترهُ السينما: شعر منكوش، صوت حاسم البَلَه، ونظارات تنتصف الأنـف، يبدو معها وجهه جـزءا هاربا من رقعة شطرنج، وفي آخر الفيلم يخون أو يُجَن أو يندم، هذا هو المثقف كما تريده السينما، مستفيدة من رضا تجار وسياسيين وإعلاميين وأنصاف مثقفين وأرباع مشايخ. يشعر دائما أن هناك من يحرض الصبية على رميه بالعلب الفارغة؛ ولأنهم لا يريدون له دورا، يوصونه بألا يتجاوز دوره الذي ليس فيهم من يقدر على تحديده بغير كلمات سائبة، غايتها النجاح في طرده من دائرة يظن الطارد أن مزاحمته فيها قلة أدب!.
يغضب عادل إمام حين نراه مضحكا في حواراته التي يلعب فيها دور المثقف، رغم أنه أكثر من مسخر المثقف في أفلامه!، ويدوس أحمد آدم هامة علاء الأسواني دون رفة لجفن حياء، وعلى تويتر يُشتم الغذامي ويحضر من يكاد يقول له: هههه يا طه حسين عصرك وكأن الأخير لم يحمد الله يوما على فقد بصر أعفاه من نظر إليهم!، ومن بدرية البشر تُنـسى كل فكرة ويتم التعلق بشَعرة!، ومن رواية لسيمون دو بوفوار: أجل، أنا مثقف، ويغيظني أن نجعل من هذه الكلمة شتيمة!