المدينة المنورة: صالح الشيخ

رداءة الصنع والتوصيلات والأطفال وراء أغلب الحرائق

في الوقت الذي يتساهل فيه كثيرون في اختيار المنتجات الكهربائية ويقدم البعض على المنتجات المنخفضة الأسعار، حذر عدد من الخبراء من مخاطر انخفاض جودة الأجهزة الكهربائية خاصة المدافئ المقلدة الرديئة الصنع التي يكثر استخدامها مع تزايد موجات البرد، مؤكدين أنها باتت أحد أبرز أسباب نشوب الحرائق في المنازل.
من جهته، أكد فني الكهرباء بالشركة السعودية لكهرباء الغربية عبدالله الأحمدي، أنه طبقاً لعدد من الدراسات حول العالم فإن وضع المدفأة في أماكن تشكل الأصواف كبيوت الشعر نسبة كبيرة منها يمثل أحد أبرز أسباب الحرائق، فبيوت الشعر أو الخيام إن وجدت المدفأة بالقرب منها تصبح قابلة لاشتعال مع الحرارة لوجود خيوط معالجة كيميائياً تدخل في صنع هذه الخيام وتزيد من قابليتها للاشتعال، خاصةً مع تشغيل المدفأة لفترة طويلة داخلها. ولفت إلى ضرورة تأكد المواطنين ممن يرتادون البر للتنزه من أن المدفأة بعيدة تماماً عن أقمشة بيوت الشعر، وأن تكون على مسافة متر إلى متر ونصف على الأقل من كل جانب، وألا تلامس أقمشة الخيمة نهائياً، ضماناً لعدم حدوث أي حرائق. وأشار إلى أن غالبية السكان يلجؤون إلى المدافئ الرخيصة (منخفضة التكاليف)، رغم أنها تشكل خطورة كبيرة على حياتهم في حال تم تشغيلها لساعات طويلة، ناصحاً بأن يتحرى المستهلك اختيار المنتجات ذات العلامات المعلومة محلياً وعالمياً.
وأوضح أن المستهلك مكلف بأن يدقق في المعلومات البسيطة على المنتج الكهربائي بشكل عام، وفي مقدمتها بلد المنشأ، خاصةً مع وجود منتجات مجهولة المصدر وقال إن أبرز الأخطاء التي يقع فيها المواطنون اليوم تشغيل المدفأة أثناء النوم، مع العلم أن ترك المدفأة خطير جداً على سلامة الأسرة، وقد أثبتت الدراسات أن معظم الحرائق تحدث في فترة الليل بعد نوم السكان. وأردف: وضع الاشتراطات من قبل إدارة المواصفات والتقييس سيمنع دخول أي سلعة مقلدة أو رديئة الصنع إلى المملكة ويوقف تلاعب التجار بهذه المنتجات التي باتت ضرورية في حياتنا، وفي الوقت نفسه يمثل أي تهاون بشأنها تهديداً لأرواح الكثيرين.
من جهة أخرى، ذكر الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني في المدينة المنورة العقيد خالد مبارك الجهني، أن وضع المدافئ في توصيلات كهربائية رديئة الصنع والجودة ومخالفة لمعايير المواصفات والمقاييس من أبرز مسببات الحرائق التي تأتي نتيجة المدافئ، حيث لا تتحمل تلك التوصيلات الجهد الكهربائي العالي، الذي يسخن التوصيلة حتى تنفجر وتتسبب في اشتعال الحرائق.
ويضيف الجهني ومن أسباب اشتعال حرائق المدافئ في المنازل ترك الأطفال بمفردهم أمام المدافئ، حيث تردنا حالات سببها لعب الأطفال بالمدافئ بوضعهم ألعابا ومواد داخل المدفأة قابلة للاشتعال، وهو ما يسبب الحرائق، ويجب على الأهالي عدم ترك الأطفال يعبثون بالمدفأة وإبعادهم عنها.
وأكد الجهني على أهمية إطفاء المدافئ بعد الانتهاء من استخدامها أو الخروج من المنزل وعدم تركها تحت التشغيل لاحتمالية سقوطها مما يجعلها تتسبب في نشوب الحريق.
وفي ذات السياق، ذكر رئيس اللجنة التجارية بالغرفة التجارية بمنطقة المدينة المنورة محمود رشوان، أن الأجهزة لها مواصفات معتمدة من قبل الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس، وهناك فروع للجمارك في جميع المنافذ البحرية والبرية والجوية، حيث يوجد ما يعرف بـمختبرات الجودة النوعية تتبع من الناحية الإدارية لوزارة التجارة ومن الناحية الفنية للهيئة العامة للمواصفات والمقاييس، ومن المفترض أن أي بضاعة تدخل إلى السوق يؤخذ منها عينة وتعرض على المختبرات المجهزة على أعلى مستوى. وقال: لكن للأسف الشديد فإن مثل تلك الإجراءات لا يعمل بها ولا تطبق ولا أدري سبب ذلك التاهون وعدم المبالاة بما يدخل إلى السوق وحماية المستهلك من الغش التجاري. وأكد رشوان على ضرورة تشديد المراقبة من قبل وزارة التجارة على المنافذ وعدم التهاون في ذلك الأمر، وهي مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الوزارة.
وأضاف: أطالب بالقيام بجولات دورية على تلك المحال التجارية التي تبيع البضائع المقلدة للمستهلكين دون أي خشية من العقوبات الموضوعة لمن يخالف نظام وزارة التجارة والصناعة، ويجب على المستهلكين عدم شراء السلع إلا بعد التأكد من جودتها من خلال الموزعين المعتمدين والوكلاء الموردين لها، حيث تدخل بعض السلع تحت أسماء ماركات كبيرة على غير الحقيقة وهو غش بالطبع، لذلك يجب التأكد من صحة نسبة هذه السلعة إلى الماركة.
وختم رشوان حديثه بالقول للأسف هناك محدودية في ثقافة الشراء لدى المواطنين، وذلك نتيجة لغياب التثقيف في هذه النواحي، ونلاحظ تقصيرا شديدا من قبل الجهات المعنية بتثقيف المواطنين في هذا الجانب.