ليس سرا أن أعلن مشاركتي لكثير من عشاق الأهلي فرحته برحيل المدرب البرتغالي فيتور بيريرا. وليس سرا أيضاً أن قناعتي في تصرفات المدرب وقراراته كانت معلنة منذ بداية القسم الثاني من دوري جميل وهي أنه كان يعبث ويتصرف بطريقة مغايرة عن الاحترافية التي يتحدث عنها مؤيدوه. على الرغم من أن مسيري الأهلي تعاملوا معه باحترافية كبيرة، ووفروا كل طلباته ولم يتدخلوا نهائيا في عمله.
منذ قراره المفاجئ بإبعاد الثلاثي الأجنبي فيكتور وبرونو ويونس قبل لقاء الشباب، وأنا متحفظ على كثير مما يفعل، خاصة أن هذه المباراة التي كان من الممكن لو كسبها الأهلي لتقليص الفارق بينه وبين النصر المتصدر إلى نقطة واحدة. وهنا لا أريد أن أتدخل في قرار إبعاد الثلاثي لأني متفق معه بنسبة كبيرة جداً خاصة فيكتور. ولكن اعتراضي على التوقيت وعدم وجود البديل لأن الفريق بعدها لعب سبع جولات دون أجانب عدا موسورو .إذن التوقيت غير مناسب، فالمدرب اختار أن يبرز قوة شخصيته على حساب الفريق، والقرار ليس فيه بعد احترافي وتخطيطي لأنه كان من الممكن تأجيله للفترة الشتوية.
كما أن بيريرا لم يقنع كثيرا من المحللين بمداخلاته الفنية أثناء المباريات، والتي كانت غالبا تتم بشكل عكسي وتتسبب في تراجع مستوى الفريق أو بمعنى آخر أنه يسلم الفريق للخصم.
حاولت أن أقنع نفسي أن بيريرا يقدم عملا مختلفا أثناء المباريات ولم أجد ما يقنعني، حاولت أن أقتنع بخياراته الفنية البديلة للاعبين الذي استقطبهم بدلا من الذين استبعدهم، ولم أقتنع لا أنا ولا غيري حتى هو وصل إلى قناعة متأخرة بفشل اختياراته مع أنه كان يعرف قوة المنافسين. حاولت أن أجد له مبررا في اللقاءات الحاسمة بأنها لعبته وأنه يجيد التعامل معها ولم يقنعني مع قناعتي بأن لقاءي الاتحاد ليسا مقياسا، ويكفي اللقاء الختامي أمام الشباب فريقا يعجز عن الوصول للمرمى وعن (لملمة) نفسه وعن العودة لسياق المباراة وعن وجود خطط بديلة في حال التأخر بهدف أو هدفين. كل هذه لم أشاهدها، إذن ليرحل بيريرا طالما أنه عجز عن توفير أدنى معدلات النجاح المطلوبة في ظل دعم إداري وشرفي وجماهيري كامل، ولا عزاء للمتحسرين.

فواصل
ـ الأهلاويون الذين أتعبهم الانتظار ينتظرون موسما مختلفا تبدأ ملامحه من سرعة التجهيز وأسماء القادمين الجدد مدرب ولاعبين محليين وأجانب.
ـ من يتذوق حلاوة البطولات وطعم الانتصارات لا يستخسر دفع قيمتها، هكذا يفعل النصر قبل انطلاق موسمه الجديد.