في صحيفة الحياة قرأت شيئاً مبكياً.. تقول سيدة فقدت زوجها في حادث مروري: أكبر أبنائي يدرس في الصف الأول الابتدائي، والآخر ما زال في الرابعة من عمره.. يعتقدان أن والدهما في العمل وسيعود.. لا يدركان ما يجري حولهما، خصوصاً الصغير منهما، فهو دائم الوقوف عند باب الشقة ينتظر والده على رغم مضي عام كامل على وفاته..
الحوادث مفجعة، تترك وراءها جراحاً نازفة لا تجف، سنوات عجاف، طوال.. ليس أهون الجراح منظر ذلك الطفل وهو ينتظر والده كل يوم.. فقط لك أن تتخيل المشهد وترسل حواسك.. لتشعر بغصة مؤلمة: متى يرجع بابا؟
- قبل يومين طرحت في تويتر رقمين، الأول يتعلق بعدد وفيات فيروس كورونا منذ سبتمبر 2012، حيث توفي في بلادنا 115 شخصا.. وخلال الفترة نفسها توفي قرابة 9000 شخص بسبب حوادث الطرق، طلبت مقارنة التعاطي المجتمعي مع الحالتين - لا أقول المقارنة بين الحالتين، بل المقارنة بين تفاعل المجتمع مع كل حالة على حدة - نحن لا نزال حتى الآن نتعامل مع أرقام الحوادث المرورية ببرود عجيب.. ألا تلاحظون أن ذات النسبة تتكرر كل عام؟!
حرب صامتة تخطف منا أعز من نملك، وما نملك.. لا أحد يريد أن يطلع بمسؤولياته.. وزارة النقل تقول ببرود عجيب: إن 90% من الحوادث يتحملها سائقو المركبات أنفسهم.. يبدو أننا بحاجة للتعاقد مع شركة أجنبية مهمتها تحمل مسؤوليات إخفاقاتنا في الحد من تنامي وفيات الحوادث في بلادنا!
- يقول الدكتور عبدالرحمن الصقير: بلغ عدد ضحايا الحوادث عام 2011 أكثر من 7153 وهو يفوق ضحايا العنف في العراق للعام نفسه!.