تصر غالبية الأندية على أن تضع نفسها في مأزق الجهل والمزاجية والتجني على اللجان، وآخر الشواهد قضية انتقال عبدالعزيز الجبرين لاعب الرائد الذي وقع أول من أمس للنصر بعد 24 ساعة على قرارات اللجنة التي عاقبت (9 أطراف) ضالعين بما يثبت جهلهم باللوائح أو عدم المبالاة..!
نادي الرائد كطرف أكبر بحكم سريان عقد اللاعب، تسبب في هذه الزوبعة و(الفضائح) اللوائحية وأبجديات عمل احترافي، فهو من رفع القضية بما يستوجب استدعاء ومخاطبة الجهات ذات الصلة، ولذا توصلت اللجنة إلى (فوضى) الأندية الثلاثة وعدم تقيدها بأبجديات العمل الاحترافي، وكذلك وكلاء اللاعبين، مع تفاوت الخطأ.
نادي الرائد ورط نفسه باتفاقية ناقصة توقيع اللاعب الذي عقده ما زال ساريا، وتطور الأمر بإدانتهم بتصريحات الرئيس ومدير الفريق واللاعب، علما أن نادي الرائد ليس لديه (مدير احتراف) وهذا من مسببات الخلل، وليس أسوأ من تصريحات عبدالعزيز المسلم حين قال من يريد الجبرين فليفاوض نادي الهلال..!!.
أما نادي الهلال، فقد (همش) مدير الاحتراف لديه وسلك طريق المزاجية والمفاوضات الشفوية، والأكيد أنه لو اتفق مع الرائد واللاعب ستنتهي المفاوضات دون أي مشكلة مثلما في كثير من الانتقالات، أيضا لم يفكر في عواقب شكوى الرائد بتوقيع الاتفاقية دون توقيع اللاعب، ولذا أتت التحريات بما يدين الهلال في عدم اتباع أبجديات المفاوضات بخطاب رسمي وبعد موافقة النادي الآخر يزود لجنة الاحتراف بصورة لضمان سلامة موقفه قانونيا، ولأنه خالف فقد ترتب عليه عدم نظامية مفاوضة اللاعب، وعوقب بالغرامة المالية الأعلى.
أما النصر فقد أخطأ في (تفويض) عضو الشرف سلمان المالك، ولا ندري إن كان بخطاب رسمي أو شفوي، وفي الأصل (لا يحق) لأي ناد تفويض عضو الشرف أو عضو مجلس إدارة، فقط التفويض مقصور على (مدير الاحتراف) بخطاب رسمي من الرئيس الذي يعد مع نائبه وأمين عام النادي مخولاً بالتفاوض وإتمام الإجراءات، ولذا كان موقف (النائب) محمد الحميداني سليما كممثل لنادي الهلال، دون إغفال خطأ عدم مخاطبة الرائد رسميا. بينما النصر لم يقم بأي إجراء لكنه حاول (استدراك) نفسه بخطاب لنادي الرائد بعد أن بدأ المالك المفاوضات مع (أعضاء الشرف)، وهذا يؤكد أيضا (جهل) النصر أو عدم مبالاته باللائحة، علما أن المالك صرح مرارا بأنه (مفوض) من إدارة النصر، دون أن نغفل عدم رد إدارة الرائد، وهذا يمنع النصر من مفاوضة اللاعب بتاتا، لكن الجبرين في محضر التحقيق أكد أنه علم بمفاوضات النصر من أعضاء شرف الرائد، نافيا أن يكون النصر فاوضه مباشرة، وبالتالي (نجا) النصر من عقوبة (المنع من تسجيل لاعبين في فترتي تسجيل أو فترة واحدة)، حسب نصوص اللائحة، علما أن هذه العقوبة (قد) تسري على الأندية الثلاثة، وهو ما أكده الدكتور عبدالله البرقان رئيس اللجنة ونائبه عبداللطيف الهريش، لكن لأنه أول خطأ ولضعف الوعي بشكل عام اكتفت اللجنة بالغرامة المالية مع التشديد على إيقاع عقوبة (المنع من التسجيل) إذا حدث هذا الخطأ من أي ناد مستقبلا، ولو لأول مرة وسيعمم القرار على جميع الأندية.
والأكيد لو أن نادي الرائد لم يشتك لما حدثت هذه العقوبات، وبالتالي يجب عدم مقارنتها بقضايا أخرى لم يبادر أي طرف فيها بالشكوى.
قد يستأنف بعض المعاقبين، لكن القرارات تعد درسا بليغا لمن يعمقون الفوضى.
الأغرب عدم تفعيل هذه الأندية لدور مديري الاحتراف، وهم الذين حضروا ورش العمل لفهم اللائحة، علما أن اللجنة قدمت عملا فريدا بقواعد تفسيرية تسهل فهم اللائحة لأي مطلع.
وبالنسبة لقضية (اختفاء اللاعب) وغيابه فهذا شأن الجبرين ونادي الرائد.