تأتي ميزانية كل عام تحمل في طياتها كل أخبار الخير والسعد والنماء للوطن والمواطن، وكان لخادم الحرمين الشريفين الملك المُبارك عبدالله بن عبدالعزيز -أدامه الله- في ميزانية هذا العام كلمة ضافية حملت في ثناياها كل الخير والبشر، فلا غرو ما يحمله الملك المفدى عبدالله بن عبدالعزيز في قلبه من حب منقطع النظير لأبنائه ومدى تطلعاته لتحقيق كل ما يمكن في سبيل رفاهية أبنائه وتوفير الحياة الرغيدة الكريمة وتذليل كل ما يعترض ذلك من معوقات. جاءت كلمته رعاه الله شفّافة ومن قلب كبير عطوف همّه وشغله الشاغل أبناء شعبه ووطنه، حمّل الوزراء والمسؤولين الأمانة، وكعادته أيده الله، من ذمته إلى ذممهم وأوصاهم بأن يُراعوا الله في هذه المسؤولية وأنهم مسؤولون أمام المولى عزّ وجل بتنفيذ ما هو مناط بهم وأنه لا عذر للوزراء في القيام بواجباتهم تجاه الوطن والمواطن على خير وأكمل وجه.
جاءت الميزانية وهي الأضخم والأكبر على مدى التاريخ (855 مليار ريال)، كما أن الأرقام التي سجلتها في هذا العام 1435هـ - 2014م تعزز مواصلة التنمية المُستدامة وتدفع بكل الخطط والاستراتيجيات لرفع سقف التطلعات والطُموحات التنموية بما يحقق النتائج الإيجابية المرجوة إن شاء الله في مختلف قطاعات الدولة.
إن الاستثمار في المواطن هو الهدف الاستراتيجي لوطننا المعطاء وأنه هو الركيزة الأساسية التي ترسُم وتبني عليه الدولة إن شاء الله كل الخطط المُستقبلية وبسواعد الأبناء نبني وطنا يتسلح بالعِلم، قويا يُجابه كل التحديات وينطلق إلى آفاق أرحب حتى أصبحت المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي تتشبث بالعِلم والتقنية الحديثة المتطورة (النانو) وقفزاتها الوثابة في استثمار المواطن وتسهل له سبل التعليم والتدريب.