الجيش: 'أعداد المتمردين تفوق عدد جنودنا'
أعلن نائب رئيس جنوب السودان السابق، رياك مشار، أن قواته أحكمت سيطرتها على مدينة بور بالكامل، مؤكدا أن قواته تتقدم بثبات ناحية جوبا، بينما قال الجيش الحكومي، إن عدد المتمردين يفوق عدد جنوده، لكنه ما يزال يسيطر على عدة مناطق.
إلا أن رئيس بلدية بور، نهيال ماجاك نهيال، أكد أمس، أن المتمردين الموالين لمشار سيطروا على المدينة بالكامل، وأن قوات الحكومة الموالية للرئيس سلفا كير ميارديت أجرت انسحابا تكتيكيا إلى ثكنات مالوال تشات على بعد ثلاثة كيلومترات إلى الجنوب من بور. فيما قال وزير الإعلام الجنوبى، مايكل ماكوى، إن مشار سيطر على بور لتقوية موقفه في المفاوضات المزمع إجراؤها في أديس أبابا.
في هذه الأثناء ذكرت الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا إيقاد، عن اتفاق سلفا كير ومشار، على وقف للعمليات العسكرية، وتعيين مفاوضين للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار منفذ ومراقب.
ولم تتضح تفاصيل عن توقيت سريان وقف إطلاق النار. وقال وزير الخارجية بجنوب السودان، بارنابا ماريال بنجامين، إن وفدا حكوميا وصل إلى إثيوبيا في وقت لاحق من أمس لإجراء مباحثات سلام.
وفي هذا السياق قال البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة ما تزال يعتريها قلق بالغ إزاء الوضع الأمني الهش في جنوب السودان، وطالبت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كايتلين هايدن، القادة في جنوب السودان باتخاذ خطوات فورية لإنهاء الصراع الجاري. كما رحبت بالاتفاق بين الحكومة والمتمردين على عقد محادثات بينهما للمرة الأولى.
وأضافت هايدن، أن الولايات المتحدة ترفض دعم أي من طرفي الصراع الذي يستخدم القوة للاستيلاء على السلطة، وستعمل على ضمان محاسبة أولئك الذين يرتكبون الفضائع وجرائم الحرب، وأبانت أن الولايات المتحدة يساورها قلق حيال التقارير التي تفيد بارتكاب القوات الحكومية والمتمردين انتهاكات لحقوق الإنسان.
وعلى الصعيد الإنساني، قالت جماعة أطباء بلا حدود، إن نحو 70 ألف مدني فروا من بور لجؤوا إلى إحدى بلدات ولاية البحيرات المجاورة، حيث يفتقرون إلى الغذاء والمياه النقية والمأوى. واختبأ آخرون في المستنقعات. وأضافت المنظمة ظروف المعيشة تقترب من الكارثة.
من جهتها، حذرت منظمة الصحة العالمية من مخاطر تلوح في الأفق لانتشار الأمراض في جنوب السودان، إذ تسببت أعمال العنف في نزوح أكثر من 190 ألف شخص منذ منتصف ديسمبر الماضي.
وقالت المنظمة، إن هناك نقصا في العاملين بمجال الرعاية الصحية، إذ فر الكثيرون من منازلهم بحثا عن الأمان بسبب انتشار العنف.
من ناحية ثانية، أكد وزير المالية السوداني، بدر الدين محمود، أن موقف الضخ اليومي لبترول جنوب السودان عبر الأراضي السودانية مؤمن تماما، وأنه تم استلام نحو 25% من إيرادات عبور النفط، مشيرا إلى أنه يتم ضخ 240 ألف برميل يوميا من المناطق البعيدة عن أحداث الجنوب. في سياق آخر، أعلنت القوات المسلحة السودانية، دخولها منطقة العرديبة بالجبال الشرقية بولاية جنوب كردفان، واستيلاءها على أكثر من 30 عربة مسلحة، وعدد كبير من العتاد الحربي والذخيرة.
وقالت إن الخطوة تعد انتهاء من المرحلة الأولى لعمليات الصيف الحاسم.
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني، الصوارمي خالد سعد، إن الجيش تمكن من إحداث خسائر كبيرة في فلول الجبهة الثورية، بعدد من القتلى والجرحى، فيما احتسبت القوات المسلحة عددا من الشهداء والجرحى.