يُحمل الإعلام في أغلب القضايا ما ليس ضالعا فيه، ومن السهل على الكثير من المسؤولين وغيرهم رمي مشاكلهم وورطاتهم عليه (ككبش فداء) حينما لا يجدون ما يبرر تقصيرهم وفشلهم.
والأكيد أن الإعلام غير قادر على حماية نفسه من أكثر المنتسبين إليه (قسرا) أو مجاملة أو بالواسطة.
ومع توسع رقعة وسائل الإعلام، تكاثر وبأرقام خيالية من يطلق عليهم (الدخلاء) في مختلف مجالات الرياضة، والإعلام أسهلها – وللأسف الشديد – حيث أصبح من لا سيرة له في المجال الإعلامي (رئيس تحرير صحيفة إلكترونية) و(كاتب) و(ناقد)، والأيسر عن هذه وتلك (إعلامي)، سهل جدا أن يتأبط المقعد من لا يعرف أبجديات الإعلام ويقدمه المذيع والمخرج والمعد بصفة (إعلامي)، وهناك من يتجاوز مرحلة الحبو والمشي إلى الهرولة عبر قنوات خارج الوطن بصفة (إعلامي سعودي)، بلا رقيب ولا حسيب، والمعنيون بالأمر لا يعلمون شيئا ولا يريدون أن يعلموا لأنهم في الأصل لا يعملون، ممتطين سنام الجهل: (لا يعملون فكيف يعرفون بما يحدث؟!).
والأكيد أن بعض الزملاء القياديين حريصون على انتقاء من ينتسبون لمطبوعاتهم ومؤسساتهم الإعلامية، مع التنويه بأن الغالبية العظمى (هواة - متعاونون) ويعملون في قطاعات حكومية وأهلية، وبينهم من أثبتوا جدارتهم وتعلموا واستفادوا من الفرص وأصبحوا أفضل ممن سبقوهم، لكن ما يحدث من (فوضى) وبلا حدود أمر يثير التساؤلات والحيرة والانزعاج والألم على عدة أصعدة، في ظل ضعف الحراك الرسمي للتصدي لمخاطر هذا الانفتاح السلبي المتكئ على الفوضى..!
وفي خط متواز وبنهم أكبر، ابتليت الرياضة بدخلاء من الوزن الثقيل إداريا، وما قد يطلق عليهم (الهوامير) ممن يبحثون في الأصل عن الشهرة من أسهل وأسرع ممر والأقوى بهرجة ربما بمبالغ زهيدة من أرصدتهم المتضخمة أو ممن يدعمونهم، وهذا واضح وجلي، حيث يوجد من يحب (السلطة) ولو من خلف الأبواب ويدير كيانا كبيرا برئيس (صوري) أو شبه صوري لا هو قادر على تطبيق فكره الذي قد لا يلائم الرياضة، ولا هو قادر على مواجهة من يقبع في مكان عال وبعيد عن المشهد، وبالتالي تمتد نيران هذا العمل في مساحة تكبر بحجم اسم وقيمة النادي.
ويوجد في رياضتنا قياديون في الأندية (ليس بأنظمة) الرئاسة العامة لرعاية الشباب، في ظل ضعف وعي المتلقي بشكل عام الذي لن يكلف نفسه عناء التقصي، وخصوصا أن البيئة الإعلامية غير مهتمة بهذا الجانب، مع وجود نوادر صوتهم المبحوح، والمشجع يريد نجوم الملايين، ونحن تعودنا إما البطولة أو ليذهب الجميع إلى طريق المغادرة، ولذا تغيب الاستراتيجيات، والعمل المستقبلي وتضيع المواهب بين ضعف التأسيس والتخطيط، هذا في كرة القدم فما بالكم بالألعاب المختلفة، مع عدم إغفال أدوار اجتماعية أخذت حيزا كبيرا الأشهر القليلة الماضية بعد توسع الوعي بالمسؤولية الاجتماعية.
ولكن شهرة ووهج كرة القدم مطمع الجميع وبالتالي يبقى رؤساء الأندية ومن حولهم في جلباب نتائج الفريق الأول لكرة القدم فقط.
وفي الغالب يأتي أغلب الرؤساء بحاشيتهم والمقربين إليهم أو من يوصي بهم الهوامير من خلف الستارة، والأمثلة كثيرة في أغلب الأندية ولا سيما الكبيرة جماهيريا وبطوليا.
هذا هو المشهد العام لرياضتنا معتذرا عن أي قصور، ومع اقتراب فصل الصيف اللاهب سيغادر هؤلاء إلى مصائفهم خارج البلاد ويقررون وهم على شاطئ أو فوق تل وأحيانا بمزاج غاضب، مع التقدير لكل من يبذل ويضحي إخلاصا.
وعموما، سنبقى متفائلين بحلول قوية تنسف كل ما يضر الرياضة وشباب الوطن.