لماذا يشعر كثير منا بالريبة من السائقين السعوديين، الذين يلتقطون الزبائن من داخل صالات المطارات

لماذا يشعر كثير منا بالريبة من السائقين السعوديين، الذين يلتقطون الزبائن من داخل صالات المطارات، ولا نشعر بذات الريبة ـ بل على النقيض ـ إذ يشعر كثيرون منا بالفخر وهم يشاهدون شباب وشابات الوطن يعملون مثلا في الفنادق في أعمال الضيافة والخدمة وكثير من الأعمال التي كانت حتى عهد قريب من العيب الاجتماعي.
الجواب في تقديري يكمن في نظرتنا لطبيعة الالتزام المحيطة بالعمل لا بالعمل ذاته، فسائق الأجرة الخاص الكديد لا يعمل وفق شروط وأنظمة رقابية ومؤسساتية، تضمن للعميل عدم وقوع نصب أو احتيال عليه؛ لأن الأغلبية العظمى من السعوديين ليس لديهم موقف سلبي من السائق السعودي، والدليل على ذلك تفضيلهم له في مطارات أخرى مثل جدة، حيث يسيطر عليه السعودي الذي يعمل ضمن الشركات المعتمدة الخاضعة للنظام.
مسألة أخرى، هي أن السعودي في أحيان كثيرة لا يلتزم بالتسعيرة المعتمدة فتجده يطلب 120 ريالا لمشوار تسعيرته الرسمية 80 ريالا، وقد حدث معي ذلك أكثر من مرة في مطار الرياض تحديدا، وهو المطار الذي أراه يفتقر إلى كثير من التنظيم والضبط في جوانب خدمة المسافرين وضبط الجموع وتنسيق الخروج والدخول والنظافة والصيانة، وبطبيعة الحال لا أقصد هنا الخطوط السعودية بل إدارة المطار.
أحد الزملاء قال إنه يحرج في كل مرة يكتشف أن النادل الذي خدمه وتحدث هو معه باللغة الإنجليزية هو في الواقع نادل سعودي، وهو إحراج في مكانه، فمن المحرج فعلا ألا ترى إلا الأجنبي يعمل في أعمال كثيرة، السعودي أحق من غيره بها، خصوصا مع كل البطالة التي يعيشها الشباب. والشباب الذين نراهم اليوم في كل المجالات خير دليل على أن الشاب السعودي مستعد للعمل وفق مؤهلاته وقدراته، ولا يرفض أبدا الالتزام بالأعمال الخاضعة للنظام.
في المقابل، لا بد أن يتم ضبط منهج الاسترزاق الفهلوي البعيد عن الضبط والرقابة الأمنية والإدارية، فكما يعلم الجميع أن الأعمال التي لها احتكاك بالجمهور، ولا تخضع لتنظيم واضح قد تكون المنفذ لكثير من الأعمال غير النظامية، التي يمكن لها أن تمر دون أن يدرى عنها، وهنا لست أتهم أحدا بقدر ما أسلط الضوء على أن عدم ضبط هذه الأعمال بشكل واضح، قد يسبب لنا تفاقم بعض المشاكل غير المنظورة، التي قد يصعب السيطرة عليها مستقبلا.