عطاف المالكي

هي نسخة مصغرة لصحيفة عربية مفبركة في نشر الأخبار المنمقة، والمليئة بالهرطقة!! ترصد لك الحدث بطريقة كلاكيت وآكشن، تعابيرها مشوقة بحيث تمد نظرها للسماء، وكأن هناك سطورا تقرأها عن بعد، وأنت تسمع بكل جوارحك... تدهشك فعلا بخيالها الواسع.. مقنعة بالسواد من رأسها لأخمص قدميها! هي ما شاء الله موسوعة مليئة بما هو زائد عن الحاجة، بحرها زاخر همزا ولمزا ونميمة! في اختراع الحكايات الخيالية والنبش عن سفاسف لا تهمها! لتصبح جاهزة للنشر.
نصحتها أن تستغل موهبتها وخيالها الواسع لتصبح روائية يشار إليها بالبنان والإبهام، وتستعين بكاتب ومدقق لأنها بالكاد تفك الخط.. سبحان من أعطاها قوة الخيال، بحيث لا تكاد تحضر جلسة إلا وتجد روايتها قد حبكت من مقدمة وعرض وخاتمة؛ لتصبح جاهزة للنشر بعد مرور 24 ساعة فقط!
هي مشهورة بابتسامتها العريضة التي تحمل لؤما دفينا، وعيونها الصغيرة متفتحة لكل شاردة وواردة، بحيث لا يغيب عنها شيء، وكلها أذن صاغية حتى آخر قطرة من دمها.. تعشق حروف الجر والعطف والجمل الاعتراضية، التي ليس لها محل من الإعراب. لها قدرة عجيبة في استقطاب الأنظار وحضور لافت في أكل الجو! ما يجعل المتلقي يصغي لها دون أن يشعر! وهذا مما لا شك فيه أسهم في تطوير طريقتها الكيدية في نقل الحدث وضاعف موهبتها. فأصبحت خبرة ومدرسة.. ذات مساء كانت من ضمن المدعوات في مناسبة.. قلت: ما هذا الحظ الجميل؟! حديث المطابع هنا؟! فأجبن المدعوات: وهل تحلو الجلسة بدونها؟ ولن أخبركم عن جلسات حواء وأحاديثها الممتعة، ولن أبرئ نفسي.. فالثرثرة المائدة المفضلة، وما يعيبني الملل وقلة الحيلة ونفاذ صبري للاستماع والمتابعة! أما هي فلا يهنأ لها بال إلا بنشر الفتن الآثمة، وتجميع الأخبار الكاذبة.. واختلاق قصص ألف ليلة وليلة... شعارها المفضل فرق تسد..