نعم، الذي فهمته وفهمه كل مواطن بسيط مثلي أنه لا بد أن يمرض أو يموت 100 شخص أو أكثر بفيروس كورونا لكي تقتنع وزارة الصحة بأن الفايروس بات يشكل خطرا، ومن ثم تتحرك لإعلان حالة الطوارئ في المستشفيات التي تتزايد فيها الإصابة بالفيروس.
أقل ما يقال عن تصريحات نائب وزير الصحة الدكتور محمد خشيم، التي نقلتها الوطن أمس، إنها مستفزة، وقد تعودنا من بعض المسؤولين على سماع مثل هذه التصريحات المستفزة التي نمررها مرور الكرام، ولكن عندما يتعلق الأمر بحياة الإنسان فإن الأمر مختلف جدا.
دعوني أوجه عبر هذه الزاوية عددا من التساؤلات لمعالي النائب وأقول؛ أليست الحياة من حق المئة شخص الذين تنتظر إصابتهم بالفيروس لكي تقتنع وزارتك بخطورة الأمر؟! ثم كم شخصا سينتقل لهم الفيروس من هؤلاء المئة الذين سيكونون كبش فداء لهذا الفيروس اللعين؟! أليست الحماية من الإصابة بالفيروس حقا من حقوقهم؟
الإحصاءات المعلنة عبر موقع وزارة الصحة، تشير إلى أن عدد الحالات التي أصابها الفيروس منذ بداية العام الهجري بلغ 90 حالة، توفي منهم 20 شخصا وهذا في نظر المواطن مؤشر لكي تعترف الوزارة بخطورة الأمر قبل أن يستفحل الموضوع ويتسع الخرق على الراقع.
قد تتساءلون: ما الذي في وسع وزارة الصحة أن تفعله طالما الطب لم يكشف علاجا لهذا الفيروس حتى الآن؟ وأجيبكم بأن الوقاية خير من العلاج، فالمفترض على وزارة الصحة أولا أن تكثف حملة التوعية بهذا المرض وكيفية الوقاية منه، ثم تعلن بكل شفافية عن عدد الحالات والمستشفيات التي تشكل بؤرة إصابة بهذا الفيروس، فالناس اليوم يخشون من زيارة كثير من المستشفيات الحكومية، ويتلقفون الشائعات من كل حدب وصوب ولا تقنعهم إلا الحقيقة، ووزارة الصحة ألجمت أفواه متحدثيها في المناطق حتى عن التوعية بطرق الوقاية من الإصابة بـكورونا.