اصنع سلاما مع ماضيك كي لا يدمر حاضرك، مقولة الروائي البرازيلي باولو كويلهو، جسدت المعنى البعيد الذي رمى إليه وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الدكتور عبدالعزيز الخضيري، خلال حديثه مع الشباب في ملتقى شباب مكة المكرمة الرابع، خلال ورشة عملهم الأولى أول من أمس، محفزاً إياهم بـاصنع ماضيك، وألغت كل صورة من صور الجناس في اللغة العربية، في عملية أشبه بـالفصل السيامي للجناس في لغة الضاد، بين ما ذهب إليه كويلهو، والمعنى الخاص بعبدالعزيز السعودي، لتصبح وقود الشباب في منطقة مكة المكرمة، للإبداع والتميز.
كلمتان لم تنس، ودافع نفسي، قبل أن يكون لفظياً، سكن وجدان شبان منطقة مكة المشاركين في الملتقى، لصناعة ما وراء المستقبل، وتأكيداً على أهمية بناء الإنسان وتنمية المكان، التي اتخذها أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل استراتيجية لعمل إمارته، ليكون مفعول اصنع ماضيك في نفوس الشبان أشبه بالوقود الذي يدفعهم للاحتراق إبداعاً لبناء مستقبل الإنسان في المنطقة من خلال تأثيره النفسي داخل قادة المستقبل.
حال من الدهشة، والتأمل، وصدمة اعترت المشرف العام على أصدقاء ملتقى شباب مكة، والمشرف العام على الفعاليات يوسف الزايدي، حال سماعه للكلمة، أثناء انعقاد الاجتماع الأول لورشة العمل لملتقى شباب مكة، والتي وجد في معناها العميق، عند سماعه لها، صناعة تاريخ له، ومثلاً للشباب، يدفعه لإنتاج عمل مميز، ويفتح باب التساؤل على مصراعيه في ماهية الماضي الذي سيصنعه له.
الزايدي وزملاؤه في الفريق المشرف على ملتقى شباب مكة، وأصدقاء الملتقى الـ140 الذين حضروا ورشة العمل الأولى، وجدوا في اصنع ماضيك شعاراً لهم، يتداولونه كل صباح، ويتحدثون عنه، ويدفعهم إلى الإنتاج والحماس، والشعور بالمسؤولية الملقاة على عواتقهم. ورأى الزايدي أن التميز يأتي من جنس العمل، والإصرار عليه، وصناعة الماضي لا تأتي إلا بمثل هذه الأعمال، لأن الإنسان لا يعيش حياته إلا مرة واحدة، ولا يصنع ماضيه إلا خلال هذه الحياة التي سيعيشها.
المدير التنفيذي لملتقى شباب منطقة مكة المكرمة المهندس حسام الغريب، وجد هو الآخر، في صناعة الماضي، تأثيراً قوياً ومعنى عميقاً، يشده نحو الإبداع في عمله، ومحفزاً داخلياً، ومنبهاً للإصرار في العمل، وكلمتين تدعمان الشباب في صناعة ما وراء المستقبل. صناعة الماضي شعار اتخذته إمارة منطقة مكة المكرمة، للعمل على المستقبلين القريب والبعيد، وعاملاً لتحفيز شباب الملتقى للإبداع، والنهضة ببناء الإنسان وتنمية المكان، على خطى أمير المنطقة.