كاد هبوط الاتفاق إلى دوري ركاء يحجب إشراقة شمس النصر ساطعة في ليلة ختام دوري جميل، فـفارس الدهناء الذي تشبث بالأضواء منذ صعوده إلى الممتاز في السبعينات لم تحجبه المتاعب ولا العقبات الكثيرة التي نجح في تخطيها كفارس أصيل في المواسم الماضية، حتى شكل على الدوام استثناء متميزا جعله من فرق الطابق الأول في الدوري السعودي، ولذا كان هبوطه هذا الموسم بمثابة كارثة نجم هوى.
بدت الأمور في مسارها المقبول ليلة أول من أمس، فبعد هروب نجران بهدفين في مرمى الاتحاد، كانت كل المؤشرات تعلن أن الشعلة في طريقه لينطفىء، لكن نيرانا صديقة في وقت كاد يحتضر من عمر مباراة غريبة، أسقطت الفارس، وأودت به إلى حيث لم يكن أحد يتمنى أو يتوقع.
لا يهوي نجم بلا سبب.. ولم يسقط الاتفاق من تلقاء نفسه، فلذلك حتما ظروفه ومبرراته، ولعل الهتافات التي طالت رئيسه قبل عدة جولات في المدرجات كانت تعبر عن أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن في الأفق متاعب ظهر بعضها للسطح، وكان المخفي منها أشد وأمر.
ولم تكن بداية الانهيار فقط في بيع عقود بعض نجوم الفريق مثل السالم والشهري، فهذه قد يكون لها ما يبررها في ظل عزوف شرفي له حتما مقدماته، وإنما كانت أيضاً في تخبط فني، وفي تذبذب الخط البياني للأداء والنتائج، وأخيراً في وضع الفريق تحت ضغط مقصلة التهديد التي قادته في النهاية إلى الهبوط.
للاتفاق حكاية.. وهي تحتاج ترويا في التقصي، وتحتاج هدوءا في المعالجة، فالفارس الصيل قد يكبو، لكن المهم ألا يستمر في السقوط.