هذه العبارة التي جاءت في سياق حديث الكاتب الساخر الزميل يحيى با جنيد لصحيفة المدينة، حملت تشخيصا بليغا لواقع الوسط الثقافي، الذي بات يشكو من سطوة الغلابا، وعزوف المثقفين. ولم تكن هذه العبارة هي التي دعتني إلى الكتابة في شأن الأندية الأدبية بعد المقال السابق الأندية الأدبية وآمال المثقفين، وإنما دعاني ما أسر به صديق مثقف مطلع على خطوات بناء اللائحة الجديدة قال بأن هناك توجها قائما يدور في أروقة وزارة الثقافة والإعلام لإعادة التعيين إلى مجالس الأندية الأدبية قبيل اعتماد لائحة الأندية الأدبية الجديدة، وأخبرني هذا الصديق أيضا أن كثيرا من المثقفين والأدباء الذين دفعوا ثمن الانتخابات يرون أهمية أن يعود التعيين لنصف أعضاء مجالس الأندية الأدبية وانتخاب النصف الآخر.
ربما عدّ البعض عودة التعيين إلى مجالس الأندية الأدبية انتكاسة، ولكن إذا لم يكن إلا الأسنة مركبا، فما حيلة المضطر إلا ركوبها؛ فواقع الأندية الأدبية اليوم وما يدور فيها من تهميش وخلافات وملاسنات ومطالبات بالتحقيق وعزوف يحتم إعادة النظر في آلية الانتخابات التي شكلت مجالسها بهذه الصورة.
لا شك أن تجربة مجالس الغرف التجارية والمجالس البلدية في الانتخابات تجاوزت كثيرا من الإشكالات بتعيين نصف أعضاء المجلس وانتخاب النصف الآخر، مما أسهم في تحقيق التوازن بين أطياف المجالس كافة، وهذا الأمر يدعونا إلى الترحيب بتطبيق التجربة في الأندية الأدبية بعد أن فشلت الانتخابات لكامل الأعضاء خلال الدورة الأولى في تشكل مجالس الأندية بالصورة المتوازنة التي تخدم الحركة الثقافية والأدبية في المملكة.
هناك تفاؤل كبير بعودة التعيين إلى نصف أعضاء مجالس الأندية الأدبية وانتخاب النصف الآخر، وما في ذلك من إيجابيات عدة أهمها تحقيق التوازن بين الأطياف الثقافية كافة في الأندية الأدبية خلال المرحلة القادمة؛ وأنا من خلال هذه الزاوية أضمن لكم أن أقل ما سيحققه هذا القرار هو أن يكون نصف المجلس من المثقفين والنصف الآخر من الغلابا.