حذر مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، من التساهل بأمور الطلاق، قائلاً: إن التساهل بأمر الطلاق خطير، لا ينبغي على المسلم كالذي يقول لضيفه (عليّ الطلاق) والتي تعني: (إن لم تأخذ ذبيحتي فامرأتي طالق) وغيرها من الجمل المتداولة في هذا الشأن، مشدداً على ضرورة صون اللسان عن هذه الألفاظ والحرص على سلامة الأسرة والبيت من الدمار.
وقال آل الشيخ خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض أمس، إن من رحمة الله على عباده أن خلق لهم من أنفسهم أزواجاً يسكنون إليها، وجعل بينهم مودة ورحمة لتدوم العشرة ويصلح الولد، وقد حرصت الشريعة على دوام العلاقة بين الزوجين واستمرار الحياة الزوجية، ووضعت بذلك أسباباً هي كفيلة بعد توفيق الله إلى تقوية أوصال المودة والبعد عن الشقاق والنزاع.
وأضاف رئيس هيئة كبار العلماء أن من أسباب تقوية المودة بين الزوجين، أن الإسلام أرشد إلى اختيار المرأة الصالحة من ذوات الدين والخلق الكريم، وتشريع رؤية الخاطب لمخطوبته عند نية الزواج، كي يكون ذلك سبباً لاقتناعه بها، مؤكداً على أن الإسلام أمر الزوجين بالتعاشر بالمعروف.
وذكر آل الشيخ أن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أمة وسط بين الأمم وشريعتها وسط بين سائر الشرائع، مضيفاً: وهذه الوسطية تتبين بتدبر أحكام الشريعة، وفيما يخص قضية الطلاق، تنازعت فيها فرق ثلاثة، فالنصارى لا يرون الطلاق مطلقا، بل يرون المرأة غلاً بعنق الرجل يلزم بها وإن لم يردها، واليهود يجعلون الطلاق على أي سبب دون مبالاة، أما الإسلام فقد حرص على استئصال كل أسباب القطيعة والخلاف بين الزوجين والحرص على إغلاق تلك الأمور لتستمر الحياة الزوجية في طمأنينة وسعادة.
وأشار آل الشيخ إلى أسباب تدعو إلى الطلاق أحياناً تكون رجعاً على الرجل أو المرأة، أو أموراً مشتركة بينهما، منها إذا كان الرجل متزوجا أكثر من واحدة وربما قد سلك غير العدل بينهما فضررت إحداهما على حساب مصلحة الأخرى، وفي حال خشي الزوج ألا يعدل فيلتزم بواحدة وليتق الله، مضيفاً أن من أسباب الطلاق إهمال بعض الرجال لبيوتهم مما يؤدي إلى ضياع أسرهم وعدم الاهتمام بهم، فشغله مع أصحابه أما البيت وشأنه فهو ثانوي.
وبين آل الشيخ أن من الأسباب الداعية للطلاق، ما ابتلي به البعض من تناول المخدرات والمسكرات واصفاً إياها بالبلايا والمصائب.