أي موسيقى هذه التي يريدون منها أن تصلح لرنّات الهواتف كشرط أساس لقبولها؟!
موسيقى تفتقد إلى الهمس والعصف وإلى ما بينهما أيضاً!، لا عواطف لنصاحبها، ولا مخاوف لنغالبها!،
ليس لها قلب ليكون كليماً، وليس لها مدى ليصير بعيداً!،..طرْقٌ ولا طريق!، موسيقى بلا ماضٍ نمنحه حنيناً، وبلا تخيّلٍ يمنحنا مستقبلاً!، لا تغفل لأنها لا تتذكّر، ولا تَحْفل لأنها لا تتأنّث!،
ليست متقلبة إذ هي حتى بلا أهواء، وليست غريبة إذ هي حتى بلا أطوار!، لا من الحزن مِسحة، ولا من الحُسن لمحة، ولا من الأمل فُسحة!،لا تنحاز، ولا تمتاز، ولا تجتاز!، وَتَرها: توتّر، وشجرها: شِجار! إن أشّرَتْ: سوق أسهم!، و إن بشّرَتْ: سوء FM!.
موسيقى تحوم حولها حناجر يطلب أصحابها أن نعقد معهم الصفقات أولاً والتصفيق أخيراً، استبدلوا المعاهد بمسابقات تلفزيونية استبدلت هي الأخرى مجازات الفن بجوازات الدّوَل!،جسدها متوعّك، ونفْسها أمّارة بالسوق!، لا تشدّك إلا عضليّاً!،
ارفع الصوت أكثر، لا يكفي، ارفعه أكثر، فهذه موسيقى واطية على نحو لا يمكن تحمّله!، فإن أنا لم أحمل حفنة تراب وأرميها في وجوه أصحابها، فذلك لأن تراب الأوطان كريم ليس إلا!، رُشّ أغصان البلاستيك من هنا ليوم الدين، لن تكون لَدِنَة!.
يا زمن الرحابنة: أعطيناهم الناي، حشوه بتبغ مخلوط ودخنوه سجائر!، يا زمن كمال الطويل: ليه خلّيتني أحبك، روح منك لله!