يحتفل المعلمون بزواج زميلهم في المدرسة أمام الطلاب، اندفع أحدهم يغني عريسنا يا بدر بادي شاركه زملاؤه بالرقص، والطلاب بالتشجيع، ودخل الكل في ورطة الاستمرار في الرقص حتى ينتهي زميلهم المغني الذي راقت له الحكاية فشبك آخر أغنية عريسنا ببداية أغنية لنا الله كما يفعل محمد عبده بالأغنيتين في بعض الحفلات.
طالت الوصلة، فالطلاب سلطنوا والمعلمون استمروا رقصا وغناء. وكأي حفلة فنية هناك من مارس التصوير سرا أو جهارا، بريئا أم متربصاً.
هذا هو السيناريو العفوي الذي أظن أنه حدث، فمن الصعب أن نتخيل مجموعة معلمين ومديرهم وطلابهم يخططون عمدا لمخالفة الأنظمة والتعليمات.
تم نشر الفيديو. سارعت وزارة التربية والتعليم في حينه بالرد في تويترها، مؤكدة صدور توجيه من نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنين بالتحقيق مع جميع منسوبي المدرسة لظهورهم في مقطع مخالف للأنظمة والتعليمات.
في زمن مضى كان مألوفا أن نسمع الموسيقى في احتفالات مدرسية يرعاها مسؤولو إدارات التربية والتعليم، ولا نعلم حينها هل كان ذلك مخالفا للأنظمة والتعليمات أم لا؟
ثم صمتت الموسيقى داخل المدارس ولا نعلم إن كانت صمتت بفعل أنظمة وتعليمات.
وصلة المعلمين بدون آلات موسيقية، ومع ذلك فقد شكلت صدمة مخيفة لإدارة التعليم، ولذلك، وبسرعة، تم وصفها بأنها مخالفة للأنظمة والتعليمات.
كنت أتوقع أن يتم التعامل مع الحالة برفق وبتوجيه شفوي إلا أن إدارة التعليم أصدرت قرارها مؤخرا بإعفاء مدير المدرسة من منصبه، ولا بد أن زملاءه نالهم من القرارات ما نالهم.
لا أعرف الحيثيات التي اعتمد القرار عليها في تكييف الحادثة لتكون داخلة ضمن مخالفة الأنظمة والتعليمات هل المخالفة هي الغناء أم الرقص أم هما معا أم لأنهما أمام الطلاب؟!
لا أدافع عن المدير والمعلمين مع أن رقص أحدهم كان مائعاً لكني أسأل فقط عن تكييف الحادثة قانونيا.
أقول قولي هذا وأنا أقرأ بجانب خبر إعفاء مدير المدرسة خبراً آخر عن نتائج دراستين أعدتهما المديرية العامة لمكافحة المخدرات مفادها أن 70% من مدمني الحشيش اكتشفوه بالمدارس.
فتأمل!