جنيف: أ ف ب

تقرير أممي يشبه معاناة هؤلاء بما حدث في رواندا

يدفع الأطفال اللاجئون السوريون ثمناً غالياً جراء الحرب الأهلية في بلادهم، وأرفقت الأمم المتحدة مع تقرير أصدرته أمس شهادات محزنة لأطفال أرغموا على مغادرة منازلهم. حيث قال طه البالغ من العمر 15 عاماً، إنه شاهد 7 جثث قرب منزله في سورية، وأضاف لعاملين في المفوضية العليا للاجئين لا يمكن أن أنسى هذا الأمر. وعندما أتذكر المشهد أبدو كأنني أصبت بطعنة سكين.
وأشار التقرير إلى أن حالات مماثلة من الصدمة أصابت كثيراً من الأطفال. وقال التقرير نقلاً عن المسؤول عن الحماية الدولية في المفوضية فولكر ترك للصحفيين في جنيف: من الأهمية بمكان إبراز الوجه الإنساني لأزمة اللاجئين، حتى لا ينسى.
وإذا رأيتم ما يعاني منه الأطفال فإنهم يترجمون فعلياًّ ماهية هذا النزاع. وبينما تقول الأمم المتحدة إن عدد اللاجئين السوريين يبلغ 2.2 مليون شخص نصفهم على الأقل من الأطفال، حسب بيانات التسجيل الرسمية، تقدر الدول المجاورة لسورية العدد بأكثر من 3 ملايين، مما يعني أن مليونا ونصف المليون طفل سوري يعيشون كلاجئين.
وأضاف ترك إذا ما عدنا 20 سنة إلى الوراء، فإن أزمة اللاجئين السوريين بالنسبة لنا غير مسبوقة منذ أزمة رواندا، مشيراً إلى أن الأطفال يمثلون كذلك نصف النازحين الذين تركوا منازلهم وظلوا في سورية والمقدر عددهم بحوالي 6 ملايين ونصف المليون شخص.
وفي التقرير الأممي يصف الأطفال بعبارات ورسوم المشاهد الفظيعة التي شاهدوها والصدمة التي تبعت ذلك. حيث رسم بعضهم صور أسلحة حربية وجثث. وقال ترك شطبت فكرة الدفء والمنزل في لحظة. وأضاف هناك خوف نفسي كبير وآثار صدمة، ونرى ذلك بوضوح في الأرق وفي الانطواء على النفس والتأتأة والتبول في الفراش. كما أبدى بعض الأطفال الغاضبين رغبتهم في العودة إلى بلادهم والمشاركة في القتال.
كما يعاني الأطفال اللاجئون أيضاً من جروح جسدية، إذ إن 741 طفلاً عولجوا من إصابات في لبنان خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري. كما عولج ألف طفل آخرين في مخيم الزعتري للاجئين بالأردن.
وأشار التقرير إلى أن تدفق السوريين بأعداد كبيرة أثر بشكل واضح في الموارد الغذائية والمائية والطبية في البلدان التي استقبلتهم، وكذلك على النظام التربوي فيها. ففي لبنان مثلاً بلغ عدد الأطفال السوريين الذين تم استيعابهم في المدارس الحكومية 300 ألف طفل، وهو ما يوازي عدد الأطفال المحليين. ورغم ذلك بلغ ما يوازي نصف أطفال اللاجئين السوريين خارج المؤسسات التعليمية.
من جانبه، قال المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين أدريان إدواردز: يمر الأطفال بمحنة كبيرة، وهناك أيضاً ضغوط اقتصادية، مما يعني أن عددا من الأطفال ليسوا في المدارس. كما ينشأ عدد من الأطفال السوريين اللاجئين في أسر مفككة، كما أنهم في غالب الأحيان يعيلون عائلاتهم، حسب ما أفادت المفوضية العليا للاجئين. وتعيش أكثر من 70 ألف أسرة سورية لاجئة من دون أب، وأكثر من 3700 طفل لاجئ، إما أتوا بمفردهم أو فصلوا عن الوالدين.