جاءت عودة النصر إلى منصات التتويج بعد غياب سنوات بنحو العقدين في أجمل صورة وأبهى حلة ذهبية، وحقق هذا الموسم ثلاث بطولات، بدأها بكأس ولي العهد وأنهاها ببطولتي دوري جميل والتأهل (أول فريق) لدوري آسيا، وبما يتيح له العمل على إنجاز قاري مؤهل لمونديال الأندية.
وفي مقام الاستشهاد، خرج فيتور بيريرا مدرب الأهلي مزهوا بالفوز على نجران، مشددا على أن هذا الانتصار هو الأهم لأنه أعاد الفريق لدوري آسيا بمركزه (ثالث الدوري).
وفي الدوريات الأوروبية تحتفل الفرق المتأهلة للبطولات القارية لما لها من قيمة مضاعفة، في حين يراها البعض لدينا تكميلية ولا يشعر بقيمتها إلا إذا حقق بطولتها، ولذا يجب أن تدرج ضمن الاحتفالات بما يحفز على عمل مقنن جدا وبأفضل استقرار واستعداد مبكر لتحقيق الآمال والطموحات.
وهذا الإنجاز النصراوي (ربما) يقودنا إلى مفسر الأحلام والرؤى، حين أكد أن النصر سيحقق ثلاث بطولات هذا الموسم (والعلم عند الله)، وواكب ذلك ردود فعل مختلفة.
ولكن الأكثر أهمية واهتماما أن نادي النصر بقيادة الأمير فيصل بن تركي، حقق عمل أربع سنوات في موسم، أي أنه وبعد أن مر بتجارب كثيرة وعصيبة وخروج عن النص، وصل إلى الطريق الصحيح وسلكه جيدا وقاتل بكل ما أوتي من قوة ومال، وتحمل كثيرا في سبيل تجاوز العقبة تلو الأخرى، دون اكتراث بالآخرين، سائرا إلى الأمام، مسخرا جنوده في الميدان ودكة البدلاء تحت إمرة المدرب (الفارس) كارينيو الذي أجاد في تكوين كتيبة لا تعرف اليأس وتعمل على قلب رجل واحد بهدف الصعود لمنصة الذهب.
وفي شأن معاكس، تسجل تصريحات بعض النصراويين بعد حسم اللقب ضمن الشوائب والسلبيات، لكن مجمل العمل ومستوى الأداء وتناغم القياديين في المنظومة النصراوية أنتج هذه البطولات الثلاث، زادها قوة الدور الفاعل للجماهير النصراوية في صبرها سنوات وحرصها على الدعم، مهما تراكمت السلبيات، قبل أن تشع جمالا ومثالية في المدرجات هذا الموسم.
والأكيد أن هناك أخطاء تحكيمية أثرت في بعض النتائج، ولكنها تحدث في مختلف المسابقات والدوريات، حتى إن أخطاء الحكام الأجانب أكثر من المحليين، ومن الطبيعي أن تتضارب الآراء ويتعارك المتنافسون مع وضد، ولكن النصر قدم أفضل وأجمل المباريات عن باقي الفرق وحقق البطولتين بجدارة ورجحهما بالتأهل آسيويا، وتألق لاعبوه بشكل لافت، ولا سيما المحليين، مع المدافع البحريني محمد حسين والمهاجم البرازيلي إلتون، وباستوس قبل تفاقم مشكلته ومن ثم رحيله، في حين فشل الآخرون من غير السعوديين في الفترتين.
النصر مقبل على مرحلة خطرة إذا ما غادر كارينيو الذي أصبح تحت مجهر الجيران، وبالتالي فإن تعويضه سيكون صعبا لما هو أهم في الموسم القادم محليا وآسيويا، وقد يخسر ظهيره البارع خالد الغامدي، مع صعوبة تعويض بعض النجوم الذين كان لهم دور مهم مثل محمد نور الذي يرجح عودته للاتحاد، وهنا لا بد من قرارات في غاية الدقة والحرص بما يتناسب ومرحلة ما بعد العودة للبطولات.
وربما أن أفضل قرار سيكون باستمرار الأمير فيصل بن تركي الذي أعلن بحماسة شديدة عن رغبته في الترشح بعد مباراة الشباب التي حسمت الدوري نصراويا، لذا لا بد من حسم ملف الرئيس كي يتبلور عمل الموسم القادم مبكرا وعدم تكرار مشاكل بداية الإعداد الصيف الماضي.
مبروك للنصراويين وحظا أوفر لجميع المنافسين.