أثارني خبر أرباح البنوك القياسية والتي بلغت 38 مليارا اللهم لا حسد وعيني عليهم باردة لكن السؤال هل عين البنوك على مجتمعهم أم على جيوب عملائهم واستقطاعات رواتبهم وأقساط تمويلهم فقط؟
وكم النسبة المئوية المخصصة من هذا المبلغ العائدة على المجتمع وخدمته؟
إننا بحاجة الى أن نلفت العين اليمنى للبنوك والشركات الكبرى وهي عين الرضا تجاه المجتمع، فتجهيز معمل حاسب آلي ونشر هذا الخبر في الصحف ليس من خدمة المجتمع في شيء، إننا بحاجة إلى تعزيز مفهوم الـCSR الحقيقي والابتعاد عن مفهوم الهبة – العطية - الشرهة!
المشكلة في مجتمعنا أن المسؤولية الاجتماعية تصنف بأنها عمل طوعي تتكرم به الشركات على المجتمع بينما في الحقيقة هو واجب والتزام أدبي على شركات تحقق أرباحا طائلة تجاه المجتمع نفسه، الذي بدونه لا يمكن للشركات أن تربح هذه المليارات، لذا وجب على الجهات المسؤولة التحرك بجدية لإنشاء مرجعية حكومية تمثل دور المراقب المتفحص للخدمات الحقيقية المقدمة من الشركات تجاه المجتمع، دون استغلال هذا المصطلح لأمور تسويقية بحتة أو لتعزيز أخبار الشركة في مجال العلاقات العامة لا أكثر، آن الأوان للشركات أن تلتفت بجدية نحو خدمة مجتمعها فالمصانع مثلا التي تتسبب بأضرار بيئية على المنطقة والسكان وجب عليها إطلاق مبادرات بيئية تعالج بها، أو تخفف قليلا من عتب البشر عليها، فتقوم بدورها بتبني مبادرات تُعنى بالحفاظ على البيئة وهكذا دواليك مع باقي الشركات، كل وتخصصه، لنصل في النهاية إلى مجتمع يعج بالمبادرات والخير وتبادل المنافع، وهو الهدف الأسمى من تبني فِكر المسؤولية الاجتماعية.
خاتمة: بناء الكوادر البشرية من باب المسؤولية الاجتماعية أجدى بكثير من تقديم معونات مادية بمصاحبة أصوات الفلاشات والتصوير والمجاملات الصحفية.