خلال موجة الثورات العربية، برزت مجموعات مستأجرة تقوم بمهام غير قانونية لصالح أنظمة أو أفراد.
خلال موجة الثورات العربية، برزت مجموعات مستأجرة تقوم بمهام غير قانونية لصالح أنظمة أو أفراد.. سمعنا ربما لأول مرة بمصطلح الشبيحة خلال الثورة السورية، رغم أنه معروف لدى السوريين من قبل.
جاء في تعريف موسوعة الويكي للشبيحة: أنهم الأفراد الذين يستخدمون العنف والتهديد لخدمة شخص نافذ.. وتوسعت مهام التشبيح لتشمل إعلاميين، ومثقفين، وفنانين أيضا، ولكن بممارسات تتوافق مع كل فئة، وتهدف في النهاية لخدمة وتأييد من يستأجرهم.
لم يختلف مبدأ التشبيح، فهو يعني أن تؤجر جسدك وعقلك للقيام بأعمال غير مشروعة.. وأهم متطلبات هذه المهمة، أن تكون بلا مبادئ ولا قيم ولا رأي.
اللافت للانتباه أن إسرائيل استخدمت مبدأ التشبيح منذ عام 1970 من خلال مجموعة هاسبارا hasbara التي تحدث عن أسلوب عملها السفير الأميركي السابق لدى المملكة شاس فريمان، ويمكن التعرف عليها من خلال الرابط http://www.informationclearinghouse.info/article33770.htm
المجموعة الإسرائيلية تقوم أيضا على استخدام المثقفين والإعلاميين والمتطوعين للقيام بحملات إعلامية معينة، تستهدف التأثير في الرأي العام، والتلاعب بالحقائق، وممارسة التضليل.. وصولا إلى مهاجمة الأصوات التي لا تخدم هدفها بالشتائم والتشويه والتخوين بشكل مقزز.
تشير معلومات إلى أن جهاز hasbara الإسرائيلي لجأ إلى استخدام كثيف لشبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، وتويتر، ويوتيوب، وذلك لممارسة مهامه.. وهناك معلومات أخرى أكدت النشاط المتزايد لـهاسبارا خلال موجة الثورات العربية.. إذ حرصت المجموعة الإسرائيلية على أن تكون في قلب الحدث الذي تشكلت نواته الأولى من تلك الشبكات.
ما أود الوصول إليه، أن تويتر وغيره من وسائل وبرامج التواصل، لم تعد مقياسا حقيقيا للرأي العام.. بل تحولت إلى ساحات مليئة بـالشبيحة من كل صنف ولون.
أخيرا.. أعتقد أن مشكلتنا الحقيقية ليست في وجود شبيحة تويتر الذين يمكن تجاهلهم، وتجاهل شتائمهم وتضليلهم؛ المشكلة الحقيقية هي في فئة المدرعمين الذين يعملون على تعزيز عمل الشبيحة.. ويمارسون دون وعي مهام التشبيح المجاني.