في صفحة 'اليوم والناس' بالزميلة صحيفة 'اليوم' كانت بداية كتاباتي الصحفية، وكان ذلك في عام 1398هـ

في صفحة اليوم والناس بالزميلة صحيفة اليوم كانت بداية كتاباتي الصحفية، وكان ذلك في عام 1398هـ، وأزعم أن هذه الصفحة تحديدا هي التي فتنتني بالصحافة؛ لأبدأ منها الركض في عالم صاحبة الجلالة.
وقبل أن أسترسل فيما أود الكتابة عنه اليوم، دعوني أشكر الزميل الأخ عبدالله الدبيسي، المسؤول عن تلك الصفحة آنذاك، فقد تعلمت منه الكثير، وكان عونا لي، وتحمل كثرة اتصالاتي به عبر سنترال الصحيفة؛ لأسأله عما أبعث له من مدينتي رأس تنورة، وما إذا كان صالحا للنشر، ومتى سينشر، ومن ثم أزعجه بعد النشر بأسئلة أكثر حول سبب اختصار المادة وتغيير العنوان؟ كما أشكر زميلا آخر تعلمت منه الكثير، وهو من تولى مسؤولية تلك الصفحة بعد الزميل عبدالله الدبيسي، الأخ الفاضل مطلق العنزي، ثم الزميل المخضرم والصديق العزيز سليمان العمير، فهو أبرز من تولى مسؤولية هذه الصفحة على مدى ربع قرن أو أكثر وما زال، ولن أعطيه حقه في هذه السطور، لكنني سأخصص له ـ إن شاء الله ـ مقالة تحكي تجربة فريدة لصحفي سعودي يمضي نصف يومه خارج الصحيفة منذ ربع قرن وحتى اللحظة لخدمة الناس.
أعود لصفحة اليوم والناس التي بدأت الكتابة فيها، ولعل ما شدني إليها وإلى الصحافة من بعد، أنها كانت تنشر مشاكل الناس وطلباتهم وملاحظاتهم، وفي ذات الوقت تنشر ردود المسؤولين على تلك الملاحظات والمطالب، فكانت الزاوية الأبرز في تلك الصفحة اسمها ردود المسؤولين.
كنت منذ الصغر مهتما بالكتابة عما أراه في الشارع مما لا ينبغي أن يكون، وما ينبغي أن يكون عليه الحال، وها أنا بعد ثلاثين سنة من الكتابة عن تلك المواضيع، أجد نفسي بين الحين والآخر أكتب عن مواضيع كنت قد كتبت عنها قبل ثلاثين سنة، والأعجب أن بعض المواضيع رد عليها المسؤولون، ونشرت ردودهم في تلك الصفحة واعدين بحل تلك المشاكل أو الملاحظات، ولكنها حتى اليوم لم تحل ولم يلتفت إليها أحد!.
الشواهد على تلك المواضيع كثيرة، ولعلي أتطرق إليها في مقالة قادمة ولو على شكل عناوين فقط، ولكن دعوني أقدم لكم شاهدا صارخا وقفت عليه بنفسي، فقد كتبت قبل ثلاثين سنة عن طريق شاطئ نصف القمر الـهاف مون بالنسبة للقادمين إليه من طريق الظهران – بقيق وهو المدخل الرئيس آنذاك، كما كتبت عن الطريق الآخر المحاذي للشاطئ، وقد غبت عنهما عقدين أو أكثر، وعدت قبل أسبوع إلى هذا الشاطئ، ومررت على الطريق الثاني عند القدوم، واستخدمت الطريق الأول عند الخروج، وقد وجدت نفس ما كتبت عنه قبل ثلاثين سنة كما هو، بل في حال أسوأ، فنفس الطريق ما زال مسارا واحدا ومتآكلا وبلا إنارة، ولا بد من التوقف لعدة دقائق إلى أن يمر القطار، وهناك بقايا كتل أسمنتية وإطارات وأوساخ منتشرة عند تقاطع القطار، كما كان الحال عليه قبل عقود.
وعن مثل طريق الـهاف مون وغيره كتبنا كثيرا وظل الحال كما هو، لكن اللافت أن المسؤول أيضا ما زال يرد عبر الصحف مرحبا بالملاحظات المكتوبة، وشاكرا التنبيه إليها وواعدا بحلها!.