38.9 درجة

من المضحك أن تذهب لمستشفى خاص يعد الأفضل في الرياض، وتبقى في الطوارئ لمدة تقارب الـ6 ساعات دون أن يتم التعامل مع ما لديك من علة كانت هي السبب الرئيس في لجوئك للطوارئ، فتمر عليك أشكال وأنواع من الأطباء والممرضات لكن مع الأسف حتى دورة إسعافات أولية لا أتوقع حصولهم عليها، ربما يعتقد البعض أنني أبالغ في الوصف لكن هذا ما حصل معي بالفعل، سأطرح عليكم سؤالا مع تأكدي أنه إذا لم يجب عنه الجميع، فإن الغالبية العظمى لديها الإجابة، إذا كانت حرارة جسم الإنسان 38.9° درجة ولم يستطع طاقم كامل من الأطباء أو الممرضات أن يضعوا مغذيا في يد المريض وذلك لفشلهم في إيجاد الوريد الذي يستقر فيه المغذي، فمن البديهي أن يوضع ثلج على الرأس أو أن تقوم الممرضات بمحاولات تخفيض الحرارة بعدة طرق أبسطها أن يغسل جسم المريض بماء فاتر ليساعد في عملية خفض درجة حرارة الجسم، مع الأسف حتى هذا الحل البسيط لم يقوموا به!!
لن أبدأ بعملية المقارنة بين مستشفيات السعودية الخاصة ومستشفيات المملكة المتحدة المجانية التابعة للدولة، لعدم وجود نفع أو فائدة من المقارنة، بل ستحبط الغالبية العظمى من هذه المقارنة التي ليست في محلها، لسبب بسيط ألا وهو النظام البريطاني الصارم في عدم السماح لغير دارسي الطب في المملكة المتحدة بمزاولة الطب داخل أراضيها، وإن أراد ذلك فعليه أن يجتاز امتحان المعادلة البريطانية للأطباء الراغبين في ممارسة الطب في المملكة المتحدة بموجب ترخيص محدود. يقيس الاختبار القدرة على العمل كطبيب مقيم في إحدى مستشفيات خدمة الصحة الوطنية بالمملكة المتحدة. يتكون الامتحان من جزأين:
الجزء الأول عبارة عن امتحان مدته ثلاث ساعات ويضم 200 سؤال. ويتكون الامتحان من الأسئلة ذات المطابقات المتعددة، والأسئلة التي تختبر قدرتك على اختيار أفضل إجابة. الجزء الثاني يتكون من امتحان سريري موضوعي الأوسكي موزع على 14 محطة امتحانية ومدته حوالي ساعة و40 دقيقة. بحيث إنه يجب أن يكون لديك مؤهل طبي معتمد للترخيص المحدود في المملكة المتحدة، من جامعة مدرجة في قائمة منظمة الصحة العالمية لكليات الطب واجتياز امتحان اللغة الإنجليزية الدولي الآيلتس IELTS بدرجة كلية لا تقل عن 7.0 وذلك قبل دخولك للامتحان، ولم تقف الشروط عند اجتياز الاختبار فحسب بل تم وضع ضوابط أيضا على الاختبار نفسه، حيث يمكنك تقديم الجزء الأول من الامتحان لعدد غير محدود من المرات، ولكن يحق لك تقديم الجزء الثاني منه أربع مرات فقط. مع عدم تقديمه أي دورات تدريبية خاصة بالامتحان كي يضطر الطبيب لدراسة قائمة الكتب الطبية المعتمدة والمستخدمة في كليات الطب في المملكة المتحدة لضمان جودة الخدمات الصحية للمواطن أو المقيم في بريطانيا.
من هذا المنطلق يحتم عليّ واجبي أن أكتب لكي يصل صوتي لصاحب القرار، كفاكم تلاعبا في أرواح البشر، توقفوا عن إعطاء تصاريح لمزاولة الطب لكل من أتى بشهادة طبية الله العالم من أين مصدرها، ويجب أن يكون هناك اختبار للأطباء غير السعوديين يكون بمثابة الرخصة لممارسة مهنة الطب في المملكة العربية السعودية، أم أن اختبارات القدرات وغيرها حكر على السعوديين؟!
وإلى أن تتم مزاولة الرقابة على الطواقم الطبية فأنصحك عزيزي القارئ أن تكثف قراءتك الطبية وتأخذ دورات في الإسعافات الأولية كي تعرف ما يحتاج أن تقوله للطواقم الطبية التي مع الأسف كل منهم مشغول في جواله غير مكترث بالمستشفى ومن فيها. هذا غير مشاهداتي الأخرى التي لا يجب أن تقال، ما بالك بمستشفى خاص يعد الأفضل، لكنه يحوي دورات مياه قذرة، وطاقمه شغل بالجوالات التي - وبأصوات مرتفعة أيضا - تجمع الأطباء عند الكاونترات وتجاذب أطراف الحديث، عدم وجود المدير المناوب، رفضهم نداء الطبيب المختص بحجة أن ليس لديه دوام مسائي منذ متى للطبيب أوقات دوام محددة!
مع الأسف 38.9° درجة كانت كافية لنزع الغطاء.