منتخبنا يتخطى منافسيه في مجموعته التأهيلية، الصين والعراق وإندونيسيا، كان شعار الغالبية: لن نفوز بهذا المستوى على اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية في نهائيات أستراليا 2015؟!
والآن وبعد أن وقع أخضرنا في المجموعة الثانية: أوزبكستان، والصين وكوريا الشمالية، سيكون الحديث عن (سهولتها) بعد أن جنبتنا القرعة أيا من (الهوامير) الثلاثة، بل سيكون الحديث بضغوط كبيرة، أننا إذا لم نتأهل إلى الدور ربع النهائي على الأقل فلا بد من عقوبات قاصمة لكل من له شأن بالمنتخب.
ونحن دائما لا نجيد التعامل مع معطيات المنافسات، ونهمش بطريقة أو أخرى تطور الآخرين، ونستحضر التاريخ، وبالتالي نساهم كإعلام وجماهير ونقاد في حرق أعصاب اللاعبين والمدربين ومسيري المنتخبات والأندية.
لا أقول هذا تثبيطا ولا عدم ثقة في منتخبنا، بل أرى أنه من الواجب أن نتعامل بذكاء مع المنافسين، مع أهمية أن يكون تعامل الاتحاد السعودي لكرة القدم دقيقا جدا، وهو الذي يتردد عنه أنه يفكر في تغيير الجهاز الفني بقيادة لوبيز.
لو عدنا لتصفيات كأس العالم الماضية بوقوع تايلاند وعمان وأستراليا في مجموعتنا، خرج بعض المسؤولين متساهلينها، وواكب ذلك عدد كبير من النقاد، وفي النهاية خرجنا. وقبل دورة الخليج الأخيرة كان الضغط على المدرب رايكارد والإدارة واللاعبين مساهما في أن نخسر الرهان البطولي، والأكيد أن رايكارد أخفق مثلما كان متوقعا من خلال عمله بشكل عام.
والآن ورغم تفوق منتخبنا مع لوبيز بإدارة جديدة ومنتخب شبه جديد، هناك أصوات تطالب بتغيير المدرب، والأخبار تتشعب في أكثر من جانب، وهذا يزعزع العمل، وبالتالي قد نخسر أشياء كثيرة بعد أن سلكنا أول طريق التصحيح، علما أن اتحاد القدم ينفي ويؤكد أنه مدد عقد المدرب إلى 2016.
وفي أغلب المباريات عكس لوبيز التوقعات وراهن على لاعبين في مراكز حساسة، وأتت خططه بالنتائج حتى تصدرنا وتأهلنا دون خسارة.
والبعض، وللأسف الشديد يرى أن هذا عمل طبيعي متناسين قوة المنتخب العراقي وشراسة المنافسة معه، وقوة المنتخب الصيني والعمل التطويري المتنامي للأندونيسي، وليس أقوى من تأهل ثلاث منتخبات من مجموعتنا، حتى أن الصين ثالث المجموعة حلت مع أخضرنا في المجوعة الثانية، بعد سحب قرعة النهائيات أمس، أي أن الصينيين سيقاتلون أمامنا أكثر من أي وقت مضى، والحسابات قوية مع أوزبكستان وكوريا الشمالية، متأملا عدم تقييم المنتخبات بأسمائها أو تاريخها، فكل منتخبات العالم تعمل وتتطور، ونحن مررنا بسنوات مريرة منذ بطولة قطر 2011 التي رسبنا فيها تحت الصفر.
مسؤولية الاتحاد السعودي لكرة القدم كبيرة جدا في تحديد العمل للنهائيات الآسيوية يسبقها بطولة الخليج بالرياض، ولا بد من برنامج وخطط قوية مقنعة تعزز من قيمة العمل الماضي، الذي كان ناجحا بكل المقاييس ليس على صعيد النتائج والتأهل فقط، بل حتى في تكاتف اللاعبين وتعاونهم والحماس الكبير المطرز بالأفراح التي أعادت لنا بصيص أخضر آسيا الحقيقي.
لا ننس تردي مستوى أنديتنا في دوري آسيا حاليا، وبعد ثلاث مباريات مقلقة جدا وتحكي واقعا مخيبا للآمال والطموحات، حتى وإن كانت الفرص متفاوتة، ولا زال الأمل في تخطي المراكز التي تحتلها الفرق الأربعة الهلال والاتحاد والشباب والفتح، مع صادق الأمنيات بأن نرى مستويات مغايرة تنقل ممثلينا لدور الـ16 أو على الأقل نصفها لتعويض ما يمكن، بما يعود بالنفع على المنتخب، مع التشديد على أن نوعية اللاعبين وطريقة الإعداد عاملان مؤثران في تأهيل أخضرنا للبطولتين القادمتين.