مؤتمر أقيم تحت رعاية خادم الحرمين.. واستضافته جامعة الإمام
أكد المشاركون في مؤتمر مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي، الذي أقيم تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، واستضافته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، على حرمة دماء المسلمين باختلاف طوائفهم، وتحريم الاقتتال بينهم مطلقاً، ومنع الدعوة المنظمة للمذهب المخالف بين المذاهب الأخرى، لما يؤدي إليه من الفتنة وتفريق الصف وبث الفرقة وإثارة الضغائن والأحقاد.
وشدد المشاركون في توصياتهم بختام أعمال الدورة الـ21 للمؤتمر أول من أمس، على ضرورة وجوب احترام أمهات المؤمنين، والصحابة، وآل البيت، من جميع أتباع المذاهب الإسلامية، وعدم الإساءة إليهم، وانتقاصهم بطعن أو تجريح، وتحريم تكفير أي فئة من المسلمين تؤمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتؤمن بأركان الإسلام.
وحول موضوع التحوط في المعاملات المالية، قرر المجمع تأجيل إصدار قرار في هذا الشأن، للحاجة إلى مزيد من الدراسات، بحيث تتناول تحوطات المؤسسات المالية الإسلامية، وكذلك البدائل الشرعية للتحوطات التقليدية.
أما بالنسبة إلى موضوع استكمال الصكوك الإسلامية، فقد اتخذ المجمع عدداً من القرارات في حكم تأجيل الأجرة في الإجارة الموصوفة في الذمة، وفي حكم تداول صكوك إجارة الموصوف في الذمة قبل تعيين محل العقد، وفي حالات إصدار الصكوك.
كما اتخذ المؤتمر قراراً حول موضوع المسؤولية الجنائية لقائدي المركبات بسبب السرعة وعدم المبالاة، بوجوب الالتزام بأنظمة المرور التي قصد بها المصلحة العامة، ويحرم أن يتصرف قائد المركبة تصرفاً يفضي غالباً إلى الإضرار بنفسه أو بغيره، ويضمن ماترتب على تصرفه من أضرار، ومن ذلك: قطع الإشارة الحمراء، والسرعة الكبيرة المفرطة، والاستعراض بالسيارة التفحيط، والمطاردات غير المشروعة.
وحول موضوع الاستحالة والمواد الإضافية في الغذاء والدواء، اتخذ المجمع القرارات اللازمة وأوصى بضرورة الاستفادة من جلود وعظام الحيوانات المزكاة؛ لاستخراج مادة الجيلاتين التي تستخدم في الغذاء والدواء، وذلك حفاظاً على الثروة الوطنية وتجنباً لشبهات استعمال مواد من مصادر غير مقبولة شرعاً.
وبشأن موضوع تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية، رأى المجمع تأجيل الموضوع للدورة القادمة، وإعداد أبحاث فيه.
أما موضوع الأحكام والضوابط الشرعية لأُسس التأمين التعاوني، فقد فصَّل المجمع القرارات فيه بـ21 مادة، واتخذ عدداً من التوصيات منها: إنشاء مجلس شرعي دولي تحت إشراف مجمع الفقه الإسلامي الدولي.
وحول موضوع الزكاة بعد التدويخ بالصدمة في ضوء المستجدات، قرر المجمع تكليف أمانة المجمع بتشكيل لجنة من بعض أعضاء المجمع وبعض خبرائه، للقيام بزيارات ميدانية للدول التي تستورد منها اللحوم، يكون من مهام اللجنة فيها وضع معايير إجرائية تضمن تحقق الزكاة بالضوابط الشرعية، والتثبت من مطابقة الزكاة التي تقع في مصانع إنتاج اللحوم للأحكام الشرعية للزكاة.
وفي موضوع الوراثة والهندسة الوراثية والجينوم البشري المجين، اتخذ المجمع عدداً من القرارات وفصَّل الحديث عنها، ثم أوصى بضرورة التوعية بالأمراض الوراثية، والعمل على تقليل انتشارها، والعمل على تشجيع إجراء الاختبار الوراثي قبل الزواج.
وبشأن موضوع التقاتل بين المسلمين باسم الجهاد، أوضح المجمع أنه بعد اطلاعه على البحوث الواردة بخصوص موضوع التقاتل بين المسلمين باسم الجهاد، وبعد استماعه إلى الأبحاث المعدة في الموضوع، والمناقشات التي دارت حوله، قرر تأجيل إصدار قرار في هذا الموضوع.
وتضمن ختام أعمال المؤتمر، إلقاء بيانين لمجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي، الأول حول ما يحدث في البلاد العربية وبعض البلاد الإسلامية، والثاني بشأن ما تتعرض له مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك من عدوان إسرائيلي.
وكان مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، قد أشار في كلمته بختام أعمال الدورة الـ21 لمؤتمر مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي، إلى أن هذا المؤتمر تظاهرة علمية مفيدة، مشيداً بما تحقق من قرارات وتوصيات لقضايا مهمة، يحتاجها أفراد الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها.
فيما أكد رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المستشار بالديوان الملكي وإمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، على أن القرارات والتوصيات التي خرجت بها الدورة الـ21 لمؤتمر مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي، تمثل إضافة مهمة للرصيد العلمي للمجمع، كما تنير الطريق أمام المؤسسات والأفراد ممن يتطلعون إلى الاحتكام إلى شريعة الإسلام.
ورفع شكره في نهاية كلمته إلى خادم الحرمين الشريفين على رعايته ودعمه للمجمع، وإلى سمو ولي العهد، وإلى سمو النائب الثاني، كما شكر مدير الجامعة والعاملين كافة في المؤتمر على ما بذلوه من جهود في سبيل إنجاحه.
من جهته أشار أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور أحمد خالد بابكر خلال كلمة له إلى أن المؤتمر يأتي في إطار السعي إلى خدمة الشريعة الإسلامية، وبيان أحكامها في مجموعة من ميادين الحياة.