رفحاء: فواز عزيز

كما يلاحق الباباراتزي في الغرب المشاهير ولا يتركون شاردة ولا واردة إلا وثقوها بالصور، أحدثت الأمطار الأخيرة التي شهدتها مناطق المملكة ما يمكن تسميتهم بـباباراتزي السعودية، عبر شباب يلاحقون أحداث المطر ليوثقوها بالصور والفيديو، حتى لا يتركوا قطرة ماء إلا ووثقوا مكان سقوطها ووصلت عبر التقنية إلى أقاصي المملكة وأدانيها، حتى أصبحت أخبار أمطار الحي المجاور لمنزلك تأتيك من مدن ومناطق تبعد عنك مئات الكيلو مترات.
وشكلت الأمطار الغزيرة التي شهدتها مختلف المناطق، فرصة لهواة التصوير بممارسة دورهم رغم المخاطر، وسط استنفار مؤسسات الدولة لإنقاذ المحتجزين ونقل المصابين وضبط حركة سير الطرق أثناء المطر، ويبقى الفرق بينهما أن الثاني يخرج بدافع واجب الإنقاذ، بينما يخرج الأول بدافع الهواية دون التفكير بالمخاطر التي قد تترتب على ذلك.
وأمام هذا الزخم، لم تهدأ قروبات الواتس أب ولا صفحات تويتر وفيس بوك ولا حسابات اليوتيوب، دقيقة واحدة، لكثرة ما حملت من صور وفيديو توثق الأمطار بجمالها وتداعياتها، فكان التنوع بين الفرح والحزن، وجمعت الفيديوهات التوثيق مـا بين جاد وساخر وفقا لإبداع المصور، ومنها ما كان عليه شاب يسلك طريقاً على قارب صغير يجاور السيارات، وآخر يمارس هواية ركوب الـجت سكي وكأنه في جولة على شاطئ البحر الأحمر أو الخليج العربي بينما هو في أحد شوارع مدينته.