مما يروى في الموروث الشعبي، أن شخصا يدعى مقيط اتفق مع صاحب له أن يصطادا فراخ الصقور من أوكارها وسط شقوق الجبال.. ومن ذلك توزيع النادر من الصيد وما دون ذلك.. تم ربط
مقيط بـالرشا وهو حبل متين طويل.. بدأت عملية الإنزال.. لما وصل مقيط إلى الوكر اختلف مع صاحبه في الأعلى على توزيع الغنيمة.. قال له صاحبه لكن بيننا اتفاق.. رفض مقيط.. احتد النقاش، أمسك الذي بالأعلى الرشا وقال: هذا رشاك جاك.. سقط مقيط وفقد حياته، لتذهب مثلا يروى: مهف مقيط ورشاه..
أمس رددت ذات المثل، وأنا أقرأ عن خروج أكثر من 50 في المئة من شركات المقاولات الصغيرة والمتوسطة من السوق بعد انتهاء مهلة تصحيح أوضاع العمالة الأجنبية.. قرأت اعترافا ربما يكون غير مقصود لرئيس اللجنة الوطنية للمقاولين في صحيفة الحياة يقول فيه: إن نقص العمالة المدربة والماهرة، إضافة إلى تضاعف أجورها إلى 200 ريال للعامل في اليوم، يعد أكبر المعوقات التي تواجه قطاع المقاولات حاليا ـ هذا اعتراف رسمي واضح أن قطاع المقاولات كان يعمل قبل الحملة تصحيحية بعمالة غير مدربة وغير مؤهلة!
يتم الاتفاق مع المقاول الوطني.. يمنح مبالغ طائلة.. توفر له تسهيلات كثيرة وتأشيرات.. في منتصف الطريق تتغير الموازين والعقود.. يقدم مباني هزيلة لا تحقق الاشتراطات المطلوبة ـ خوش مقاولات وطنية ـ ألا يجعلنا ذلك سعداء.. بل سعداء جدا.. بأن تخرج هذه الشركات الكرتونية من السوق خلال الأشهر الأربعة الماضية!
..لست ضد المقاول الوطني.. لكنني ضد هؤلاء الذين يتعاملون مع البلد وكأنه قافلة دون حراسة.. كل ما يتم إنشاؤه حولنا يدفعنا لهذا القول.. خالجنا الشعور بأن إقرار بنود الصيانة والترميم يتم قبل تسليم المبنى!.