أخطأ باسم يوسف ـ بقصد أو دون قصد ـ حين سقطت منه الإشارة إلى المرجع الأجنبي الذي نسخ منه مقاله الأسبوعي، سهوا أو عمدا! وانكشف أمره ـ كما هو متوقع ـ فور نشر المقال! وسرعان ما تم تدشين هاشتاق #باسم_طلع_حرامي، وفي تلك اللحظة سلم باسم نفسه طواعية لجلاديه الذين ينتظرون هذه السقطة، كما ينتظر الصائمون لحظة مدفع رمضان!، وتم الانقضاض على صحن باسم، سهل الهضم بالهنا والشفا!
مشكلة باسم مع الإعلام المصري، أنه يسفّه هذا الإعلام، يكشف سوأته، ينشر غسيله، وهذا كله غير مهم، لولا أنه يفعل ذلك بالطريقة التي تعجب الناس وتستهويهم، وهي: الضحك! باسم في أم بي سي مصر هو غير باسم السابق، فبعد الحلقات الأولى لم تعد حبال السياسة هي التي يقفز عليها، ولكنه اختار بذكاء أن يلعب على حبل الإعلام والإعلاميين، وتناقضاتهم الرهيبة، وكلامهم الذي يغيرونه، كما يغيرون ملابسهم، أن يضع هذا الكم من السخف والابتذال تحت مجهر الابتسامة.. أن يرى الناس هذه الصورة الكاريكاتورية لمشهد إعلامي في غاية الغرابة.
باسم يكاد في كل حلقاته أن يقول للناس جملة واحدة: الناس دي مش فاهمة هي بتقول أيه!، وبهذا يريد ويعتقد أنه يدشن عصرا جديدا في الإعلام العربي من خلال طرحه الساخر الجاد في نفس الوقت، واختار طريقا انتحاريا هو معاداة الإعلام، ولكن كي تعادي الإعلام يجب أن تكون حذرا كثعلب! وإلا ففي أول غلطة منك ستُنهش كحمل، وفي وضع كهذا لا تجدي الأعذار مهما بدت وجاهتها.