العبيد: تشكيليو الرياض يغلب عليهم 'الأصفر' والجنوبيون يهوون 'الأخضر'
أرجع الفنان التشكيلي سعد العبيد، سبب عدم انتشار الوعي الفني لدى المجتمع إلى أمرين رئيسيين ـ حسب قوله ـ أولهما التعليم الذي لم ينظم ويضع خططا لتدريس الفن في المدارس، وانقطاع مادة التربية الفنية عن الطلاب في المرحلة الثانوية وأحيانا تكون مجرد حصة لترفيه الطلاب في المراحل العامة، والثاني يعود إلى عدم مراعاة الأسرة لاحتياجات الأبناء.
وتابع: كل طفل أو طفلة شقي تكون لديه شحنات إبداعية زائدة يريد إخراجها لذا يغيب عن الأسرة هذا الحس لاكتشاف مواهب أبنائهم.
بدوره رأى رئيس نادي حائل الأدبي الأسبق محمد الحمد أن هناك سببا رئيسا لهذا الضعف أيضا يعود إلى التحريم الذي كان منتشراً في السابق للرسومات وحتى التصوير مما سبب عزوفاً للكثير من الفنانين عن هذه الفنون.
جاء ذلك خلال المنتدى الثقافي الذي نظمه فرع جمعية الثقافة والفنون بحائل أول من أمس في ثاني جلسات برنامج شبة في مقر الجمعية بمركز الأمير فيصل بن فهد الثقافي، وحضرها أكثر من 20 فنانًا ومهتماً بالفن التشكيلي في المنطقة، بينما كان ضيف شبة التشكيليين الفنان سعد العبيد من مدينة الرياض ورئيس لجنة الفن التشكيلي بجمعية الثقافة والفنون بالقصيم إبراهيم البواردي، وناقش خلالها التشكيليون والمهتمون بالخط العربي في حائل عددا من الأمور التي تهم تشكيليي المنطقة.
وقال الفنان العبيد: إن الفنان تنعكس عليه البيئة التي يعيش فيها عندما يرسم، فمثلاً غالبية الفنانين في منطقة الرياض يلاحظ تركيزهم على اللون الأصفر والبني وهو انعكاس للبيئة الصحراوية التي يعيشون فيها بالرياض، بينما ينعكس اللون الأخضر على البيئة الجنوبية والمرتفعات، وهذه طبيعة البيئات التي يعيش فيها الفنان، فيما عزا غياب الفنانين عن الجمعية إلى مواقف قديمة مع الجمعية أو اللجنة، وهذا ما يمنع الفنانين الكبار بحائل من حضور الجمعية.
ودعا فناني حائل إلى إقامة معرض في صالته الخاصة يضم كافة الفنانين التشكيليين وفناني الخط العربي في المنطقة لعرضها في صالته التي أنشأها خلال العام الماضي، مبيناً أنه كان من المساهمين في إنشاء لجنة الفن التشكيلي في جمعية الثقافة والفنون بحائل عند بدايتها قبل 22 عاما، مستعرضاً تجربته في الرسم التي امتدت لأكثر من ثلاثين عاما في مختلف فنون الرسم ومختلف البيئات.
وعلق الفنان التشكيلي صالح المحيني، قائلا: إن ممارسة حدثت في الأعوام السابقة من مسؤولي الجمعية نفرت الفنانين، وإنها لم تكن تدعوهم للملتقيات التي تحدث في مدن أخرى، ولم تقم لهم اعتبارا.
من جهته، بين رئيس لجنة الفن التشكيلي بجمعية الثقافة والفنون بالقصيم إبراهيم البواردي أن التجربة التي ساهمت في نجاح لجنة الفن التشكيلي بالقصيم هي عدم التقيد بمكان محدد لاجتماع الفنانين لأن تقييدهم يسبب لهم نوعا من الإحراج في الزمان أو المكان.
ورد مدير فنون حائل خضير الشريهي، بأنه سعيد بتواصل انطلاق برنامج شبة الذي سيمتد على مدار العام الحالي الجديد بواقع جلسة اثنينية من كل أسبوع لإحدى لجان الجمعية، فيما تحتفل اللجنة هذا الأسبوع بنخبة من الفنانين التشكيليين في المنطقة بحضور ضيفي شبة التشكيليين.
وبررالشريهي عدم المشاركة باللوحات التشكيلية والتصويرية في الملتقيات التي تدعى إليها الجمعية في المنطقة قائلاً: أنا أحترم الفن ولا يمكنني أن أقدمه في كل مكان، فحينها سيكون مجرد ديكور للملتقيات والمناسبات التي تقام لأنني مؤمن بضرورة احترام الفن.
واختتم منسق المنتدى الثقافي بـفنون حائل محمد الرويس شبة التشكيليين بالمطالبة بضرورة قيام الفنانين بزيارة للجمعية، وأردف: الجمعية لكم ونحن مجرد منسقين لمواهبكم وفنونكم، ونتمنى من التشكيليين تقديم اقتراحاتهم وأفكارهم للجنة الفن التشكيلي ليساهموا في وضع آلية عملها.