جدة: خالد المحاميد

قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو إنه استمد فكرة أن يكون التضامن بين الدول الإسلامية عمليا من كلمة لخادم الحرمين الشريفين ألقاها في موسم حج 2005، حيث دعا فيها إلى التضامن الإسلامي، وعقد قمة إسلامية في مكة المكرمة.. وفي ذلك الوقت فكرت بأن تحويل المنظمة من كيان يعمل على أسس نظرية إلى كيان عملي قد حان، فتمنيت على خادم الحرمين الشريفين أن يكون مؤتمر علماء المسلمين متنوعا، بحيث يشتمل على علماء الدين، وعلماء في الطب والهندسة والكيمياء وباقي العلوم التطبيقية، وقد بارك ـ حفظه الله ـ هذه الخطوة. ومن لحظتها بدأ التغيير الفعلي في هذا الكيان.. جاء ذلك خلال كلمته أول من أمس في إثنينية عبد المقصود خوجة للاحتفاء به قبل مغادرته منصبه أمينا عاما للمنظمة.
وأكد أوغلو أنه لولا عناية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وحرصه على أن تكون منظمة التعاون الإسلامي كيانا فاعلا، لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه، حيث انتهينا منذ أسبوعين من عقد جلسة خاصة بمجلس الأمن، أكد فيها الأعضاء الدائمون وبقية الأعضاء بالدور الأممي الذي تلعبه المنظمة وتأثيرها في الأحداث الجارية في العالم. وذكر أوغلو أنه حين بدأ عمله في المنظمة كان الزملاء يبتسمون بسخرية.. حين كنت أقول إن المنظمة هي ثاني أكبر منظمة عالمية بعد الأمم المتحدة، ففي ذلك الوقت لم يكن لهذه المنظمة أي حضور أو تأثير، لكن هذا لم يجعلني محبطا، فعملت على تغيير جذري للميثاق، وعملت على إدخال روسيا كعضو مراقب في المنظمة، لما لها من ثقل دولي. وقد وجدت أثناء عملي مشكلات لا حصر لها، منها أن معظم الدول الأعضاء تمتنع عن دفع مخصصاتها المالية، ووجود أعضاء في المنظمة لا يمثلون كيانا معترفا به كدولة، وأن الوفود التي تحضر المؤتمرات هي من مستوى متواضع، وأنه لا أحد يتقيد بقرارات المنظمة. وقد عملنا طوال السنوات التسع الماضية على ترسيخ مكانة المنظمة. وكان هدفنا ليس أن تستشعر الحكومات أهمية المنظمة ودورها، بل نقل هذا الشعور إلى المواطنين المسلمين، بحيث يشعر المواطن المسلم في أفريقيا أو آسيا بحضور المنظمة في حياته، وهو ما دفعنا إلى صياغة الخطة العشرية التي تشتمل على قضايا الثقافة والتعليم والاقتصاد. وقد ركزنا على الاقتصاد في منحاه التجاري.