نعم، استغرق الأمر ستة عشر عاما حتى استطاع جيمي فالون Jimmy Fallon أن يصبح مقدم الأسطورة التلفزيونية: عرض الليلة Tonight Show، وهو البرنامج شبه اليومي الأقدم والأكثر مشاهدة عبر أميركا.
يعتقد الكثيرون أن النجاح هو مجرد تكّة بسيطة، وأن كل ما على الشخص الموهوب، هو الوقوف وانتظار هذه النقطة الحاسمة، بينما الواقع غير ذلك، فالنجاح ـ وإن ارتبط بلحظة تحوّل نحو القمة ـ إلا أنه يأتي تتويجا لمسيرة من التعب والاجتهاد، وبالطبع الشغف والاهتمام، فموهبة جيمي في الكوميديا مثلا كانت ظاهرة بوضوح منذ نعومة أضافره، وخلال مرحلة المراهقة، ثم دراسته الجامعية لتقنية المعلومات ثم الإعلام؛ بيد أنه بعد ما حدد ما يريد ترك الجامعة وهاجر إلى لوس أنجلوس يلاحق حلمه في عالم الكوميديا المليء بالنجوم والمنافسين الأشداء.
انطلق يتلمس دربه في عالم الكوميديا الارتجالية، ثم طفق يشارك بخجل في الأفلام السينمائية، ليعود إلى نيويورك ويشارك في اسكتشات البرنامج الكوميدي الكلاسيكي SNL، لكنه استمر في العمل على تجويد نكته، واستقطاب جمهور أوسع، حتى كانت الفرصة الأولى حينما عرضت عليه شبكة NBC تقديم برنامج الثرثرة العرض المتأخر، مما جعله يرمي بثقله كلّه، رغم صعوبة وقت البرنامج كونه يبث متأخرا، بعد أن يخلد الكثيرون للنوم، لكنه عمل بتفان واضح، وطوّر من البرنامج، واجتذب أعدادا أكبر لمشاهدته، وبالذات من الشريحة الأقل من 40 عاما، وهم الأكثر ابتعادا عن التلفزيون حالياً.
استمر بالتطوير واستضافة نجوم متنوعين، وابتكار مسابقات غريبة وفقرات جديدة، حتى جاءت الترقية الأكبر؛ وهو أن ينتقل بعد خمس سنوات من النجاح إلى البرنامج الأقدم والأكبر، والأفضل توقيتا، وهو برنامج عرض الليلة، مما يعد قمة المجد لمقدمي برامج الثرثرة المسائية، وبالفعل حقق جيمي حلمه، وتسلم دفة البرنامج منتصف فبراير الماضي، ليبدأ مغامرة قمة جديدة.