الرياض: مروان الطريقي

اتفقوا على أن هدفهم الأول كان إلحاق الضرر بالمواطنين

رغم هدوء حي منفوحة وسط الرياض أمس، إلا أن أحداث التخريب والشغب التي طالته أول من أمس خلفت أجواء من الرعب والخوف في نفوس المواطنين والمقيمين أيضاً، إذ ظلت بعض المحلات مغلقة، فيما رصدت الوطن إفادات لشهود عيان عايشوا أعمال الشغب، وكيف استهدفت العمالة الإثيوبية السعوديين بالإيذاء، وقذف سيارات الشرطة بالحجارة، وإغلاق تقاطع بن فريان والعشرين ببراميل البلدية، إلى جانب إعاقة حركة السير، وتحطيم زجاج السيارات.
وتجولت الوطن أمس في حي منفوحة، واستمعت لإفادات شهود عيان حول أحداث التخريب من قبل العمالة الإثيوبية، وتداعيات ذلك على المواطنين والمقيمين بالحي، ورصدت إغلاق العديد من المحلات جراء الخوف، ولاحظت الصحيفة أيضاً مغادرة جموع من الإثيوبيين مصطحبين عائلاتهم حواري الحي، متجهين إلى الناقلات التي تنقلهم إلى مركز الإيواء وسط حضور الدوريات الأمنية، فيما أكد شاهد عيان أن المخربين قصدوا إيذاء السعوديين أكثر من غيرهم أثناء مرورهم.
وأكد عبدالله العابسي - يعمل بمحل خضار وفواكه بالحي- أن المخربين قاموا قبل عصر السبت الماضي بقذف سيارات الشرطة بالحجارة، كما سحبوا براميل البلدية إلى منتصف تقاطع بن فريان والعشرين وأعاقوا حركة السير، إلى جانب تكسير زجاج السيارات المارة والتصدي للسعوديين أكثر من غيرهم، فيما اضطر بعض المواطنين إلى محاولة إنقاذ أنفسهم والخروج من الشارع الفرعي من خلال استخدام الريوس، ولكن بلا جدوى.
وروى العابسي مأساة باكستاني ضرب بالحجارة في وجهه، فيما صعد المخربون عند العاشرة مساء أعلى العمائر ومنعوا الدخول إليها والخروج منها، إضافة إلى ضرب كل من يشاهدونه وتحطيم زجاج سيارة زميله في المحل، مشيراً إلى استمرار هذا الوضع حتى الساعة الثانية فجراً بعد تدخل الأمن والقبض على المخالفين.
وواصل أحمد شفيق - عامل بأحد محلات الخياطة - سرد أحداث السبت المخيف، قائلا إنه بادر عند بداية الأحداث قبل صلاة العصر بإغلاق المحل وتوجه إلى السكن خوفاً من المخربين. فيما قال أبو تمام - يعمل في مخبز- إنه خرج قبل الأحداث من المحل وحين عودته فوجئ بإغلاق الطرق المؤدية إليه، إلا أن الوضع استتب صباح أمس الأحد، متوقعا مغادرة العديد من الإثيوبيين إلى موقع الإيواء، وتابع: تواجد العمالة الإثيوبية داخل الحي زاد بشكل أكبر من الماضي منذ شهرين، وسمعنا عن حوادث سرقة قاموا بها، وأنه شخصياً تعرض في إحدى المرات لسرقة هاتفه المحمول.
أما علي حسين، شاهد عيان آخر، فروى أنه لاحظ قبل صلاة العصر عند التقاطع مخربين يقومون بضرب سيارات الشرطة، فأغلق محله وذهب، وعاد بعد الساعة الرابعة والنصف عصرا ، وفتح المحل أمام الزبائن، إلا أن المخربين عادوا قبل صلاة المغرب وأجبروهم على إغلاق محلاتهم تحت تهديد السلاح الأبيض فاستجابوا خوفاً وغادروا إلى بيوتهم.
وروى يحيى محمد معاناة أهل الحي من جانب الإثيوبيين، وكيف أن اثنين منهم ضربا قبل أيام أحد زبائن المحل بالعصي، مشيراً إلى أنه شاهد أول من أمس استهداف المخربين للسعوديين أكثر من غيرهم سواء بضربهم أو بتحطيم زجاج سياراتهم أثناء مرورهم وسط الحي.