لا أعلم لماذا بعض المُتثيقفين يجتهدون لإفساد أي مناسبة ثقافية؟ وجعلها فرصة للمناحة على تردي الثقافة، وانصراف الناس عنها! وما معرض الرياض الدولي للكتاب ببعيد عن ذلك.
فالبعض تجاهل الزخم الإعلامي والحضور الجماهيري لمعرض الكتاب الأكبر في المنطقة العربية؛ وتفرّغ طيلة وقته يلطم يديه لأن بعض زوار المعرض اشترى كوز ذرة أو تسلى بكوب قهوة أو شاي، أو حتى تناول وجبة كاملة في أحد مطاعم المعرض! فلماذا يا سادة كل هذا الضجيج السلبي؟ فزيارة المعرض في حدِ ذاتها مكسب ثقافي للجميع، حتى لو لم يشتر الزائر كتيبا واحدا. ذلك لأن مجرد تكبد عناء الحضور وازدحام الممرات، والتجوّل بين دور النشر المحلية والخارجية يظل فعلا ثقافيا يجب أن يحترم ويقدر لأي فرد، مهما كان مستواه الثقافي، وكم من زائر حضر بنيّة الأكل والشرب وخرج بكتاب أو اثنين، أو تعرف على اسم مؤلف أو عنوان كتاب، أو حضر توقيع كتاب ثم اشتراه، ناهيك عن تكرار الزيارة أو تشجيع آخرين عليها.
أصدقائي المثقفين ومن يدور في فلكهم: دعكم من هذه البكائيات، التي تنفر الناس من زيارة المعرض والقرب من الكتب، وتحولوا إلى الفعل الإيجابي، وأوله تشجيع الجميع على الحضور، وأكرر هنا مجرد الحضور والتجول داخل أروقة المعرض، ثم اقتراح المفيد واللطيف لمن لم يعتد القراءة، ولا تنسوا دعوة أصدقائكم وأحبائكم ومرافقتهم داخل المعرض، فما أجملها من لحظات حينما يكون الكتاب موضوعا للنقاش وفرصة للاقتناء، كل ذلك لنستفيد جميعا بأقصى درجة ممكنة من هذه التظاهرة السنوية القصيرة، فمدة معرضنا لا تتجاوز أحد عشر يوما فقط، فهل نعمل على تنفير الجمهور منه أم ترغيبه؟ القرار لكم، والنتيجة لنا.