تبوك: الوطن

اعتبر الدكتور فيصل مالك رواية الحدود لنايف الجهني، أول رواية تصدر في منطقة تبوك أو في الشمال بشكل عام، لافتا النظر إلى الدراسات حولها، وأرجع إلى ذلك اتخاذها أنموذجا لورقته النقدية تقنيات السرد والبناء في الرواية السعودية الحديثة، التي ألقاها في الصالون الثقافي بنادي تبوك الأدبي أول من أمس، واعتمدت الورقة على بعض ملامحها. وبدأ مالك ورقته بمقدمة وقال إن المبحث النقدي يتجه مباشرة إلى عناصر السرد والبناء، ممثلة في السرد الذاتي يتبناه الراوي في عرض الوقائع والأحداث، منتجا من ذات الزاوية وجهة النظر الفنية والفكرية والموضوعية للنص ويسعى هذا المبحث لاستنطاق وسائل السرد (الوصف والحوار) الذي لجأ لهما مؤلف الرواية.
وذكر أن الكاتب عبّر ضمنا عن رفضه الشديد للتشوهات التي أخذت المدينة الحديثة تحدثها في ذاكرة مجتمعه وفي جسد مدينته وهو رفض لكل المتغيرات التي تجلت في العمران والحضارة المادية وإسقاطاتها وانعكاساتها المعنوية، وختم بأن إطلاق قصة الشخصية يصدق على هذه الرواية بامتياز دون التقليل من قيمتها الإبداعية، فالراوي الخارجي الذي وظفه الكاتب في أول الرواية ليشكل الفضاء المكاني والزماني لهجرة القبيلة من الجنوب للشمال الحدود بحثا عن القمح (الوجود)، كما عبر عن ذلك شيخ القبيلة، ماهو إلا الشاب الراوي الذي أمسك بمقاليد السرد في مرحلة الإقامة في الحدود، والتي تجلت في الجزء المعنون بالهامش وهو الذي تشظّى به مبدع الرواية لينقلها إلى أجواء الحدود بانعكاساتها الفلسفية، وأكد أنه اعتمد استخدم تقنيات جديدة ولكن ليست في أطر الرواية المألوفة. وأشار مالك في نهاية ورقته، إلى توظيف الكاتب اللغة باقتدار في فصول الرواية. واستمرت المداخلات عقب ورقة مالك من الصالتين الرجالية والنسائية، فيما اكتفى نايف الجهني بالقول: إن الرواية تعبر عن مرحلة طفولية مبكرة من حياته على الحدود وأن الشعر والفلسفة كانا هما البطل الفني لها وأنه أصر على أن تخرج كما هي، وأن الإبداع لا بد أن يخرج عن فلك الكتابة المألوفة.