جدة: يُمن لقمان

المعلق الرياضي المخضرم يؤكد: 'ياحلولو' أجمل كلمة سمعتها من خالد الفيصل أمام نواف الثنيان اشترك في أكثر المواقف طرافة في حياتي

ألقت وفاة الإعلامي الرياضي فوزي خياط يرحمه الله قبل أيام بظلالها على الوسط الإعلامي الرياضي، خصوصاً الرعيل الأول من الرياضيين الذين باتوا يعدون على الأصابع، والذين يدعو كثيرون إلى تكريمهم والاحتفاء بهم والاستفادة من وجودهم ومن ذخيرتهم المعلوماتية بالغة الأهمية.
ولعل من أبرز هؤلاء المعلق الرياضي السابق محمد رمضان الذي يكابد التعب لتقدمه بالسن، والذي يحتاج التفاتة من الجميع، سواء الجهات المعنية، أو المهتمين بالوسط الرياضي.
وأكد رمضان أن كثيراً من زملاء العمل والدراسة وغيرهم في الوسط الرياضي والإعلامي يبادرون بالسؤال عنه بصفة مستمرة عن طريق رسائل الجوال أو المكالمات، مؤكداً أنه يحمل ذكريات رائعة في التعليق الرياضي على مباريات المنتخب السعودي مع المسؤولين والجماهير، أجملها على الإطلاق كلمة أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل ياحلولو التي كان يرددها رمضان كثيراً عند تسجيل الأهداف.
وأبان رمضان أن مكافأة التعليق على المباريات كانت تتراوح بين 150 و300 ريالاً، لكن رؤساء الرئاسة العامة لرعاية الشباب وفي مقدمتهم الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله والأميران سلطان بن فهد ونواف بن فيصل كانوا يقدمون له المساعدات المالية أثناء سفره مع المنتخب السعودي إلى الخارج، ويتابعون حالته الصحية التي مر بها أخيراً.
كل هذه الأمور وتفاصيل أخرى كثيرة في سياق الحوار التالي:
ما طبيعة المرض الذي تعاني منه؟
كنت أعاني من زيادة في الوزن حيث وصل وزني إلى 94 كجم حتى شعرت ذات يوم بألم شديد في صدري فأسرعت الخطى إلى المستشفى وأبلغني الطبيب أنها جلطة، فأرسلت برقية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أطلب فيها استكمال علاجي في مستشفى مدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة. وبعد ساعات قليلة استلمت الموافقة والأمر بدخول المستشفى بفضل الله ثم بفضل الملك عبدالله حفظه الله.
ووجد الأطباء من خلال الأشعة والفحوصات ضرورة إجراء عملية القلب المفتوح، وبقيت في المستشفى من نهاية شعبان الماضي إلى أيام العيد المبارك الذي قضيته فيها، وذات يوم خرجت للمشي أمام غرفتي فسقطت مغشياً علي، ودخلت في غيبوبة لمدة 8 ساعات وانكسرت غضاريف أنفي وانشقت شفتي، ولم يعرف أحد سبب الغيبوبة.
من يزورك ويسأل عنك من الوسط الإعلامي والرياضي؟
أستلم ما يقارب 50 رسالة جوال يومياً ويتصل بي كثير من الأصدقاء وزملاء الدراسة والعمل أمثال وكيل إمارة مكة المكرمة الدكتور عبدالعزيز الخضيري ومنصور الخضيري وخالد الحسين وخالد الحسيني وفوزي خياط -يرحمه الله- والحكمان السابقان عبدالرحمن الدهام ومحمد المرزوق ورئيس الوحدة حالياً حازم اللحياني وسابقاً جمال تونسي وعبدالإله صبان، ومن لاعبين قدامى مثل مبارك عبدالكريم من الهلال وحامد إدريس من الوحدة، والإعلاميين تركي السديري وخالد المالك وحمد الوعيل وعيسى الجوكم، والمعلقان غازي صدقة وناصر الأحمد، وغيرهم من الذين أرجو أن يعذروني لو نسيت ذكر أسمائهم هنا.
ولا أنسى اهتمام الأمير فيصل بن فهد -يرحمه الله- وكذلك الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل ووقوفهما معي خلال فترة مرضي.
كيف اتجهت إلى التعليق الرياضي بالتلفزيون السعودي؟
كنت أهوى كرة القدم وبالذات التعليق الرياضي متأثرا بالكابتن محمد لطيف، ولم يكن آنذاك يوجد تلفزيون بل إذاعة تبث لمدة 4 ساعات فقط في اليوم.
وبعد أن عملت في برامج الأطفال والطلبة مع بابا طاهر زمخشري -يرحمه الله- دخلت الأستوديو ذات مرة أحاول أن أقلد الكابتن لطيف، وكنت ألعب كرة قدم آنذاك مع فريق النصر بمكة المكرمة، وأتذكر أنني علقت على مباراة لمدة 4 دقائق فقط، ولما اتجهت إلى الرياض للدراسة في كلية التجارة عملت في تقديم الأخبار الرياضية.
وفي عام 1981 لعب الهلال كبطل للمنطقتين الوسطى والشرقية والوحدة كبطل للغربية، فأقنعت بابا طاهر لتسجيل المباراة إذاعياً، وكانت على شرف الملك فهد بن عبدالعزيز -يرحمه الله- حينما كان وزيراً للمعارف في ذلك الوقت، وكانت الرئاسة العامة لرعاية الشباب تتبع وزارة المعارف، وسلم الكأس نيابة عنه الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ.
ولما دخل التلفزيون طلب مني عبدالرحمن الشبيلي التعليق على المباريات فانطلقت في هذا المجال.
كم كنت تتقاضى على المباراة في تلك الفترة؟
كانت مكافأة المباراة عبارة عن 150 ريالاً، وبعد أن جاء وزير الإعلام السابق محمد عبده يماني ثم علي الشاعر تم رفعها إلى 300 ريال، واستمر هذا المبلغ حتى تركت التعليق، ولكن خلال عملي مع الأمير فيصل بن فهد والأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل كنت أجد مساعدات للسفر مع المنتخب السعودي للتعليق على المباريات لأن المكافأة كانت تبلغ 400 ريال فقط حتى خلال مباريات كأس العالم.
وكنت أحرص على الوجود مع المنتخب رغم ارتفاع التكاليف في الدول التي يشارك بها لأن زميلي زاهد قدسي -يرحمه الله- كان يعمل في التعليم ويصعب عليه السفر والغياب عن المدرسة، وزميـلي الآخر علي داود كان يوجد في القاهرة للعمل في قنوات آر تي.
لا شك أنها مرحلة تتميز بكثير من الذكريات.
نعم هناك ذكريات سعيدة وأخرى مؤلمة، فمن أجمل ذكرياتها أنه خلال نهائي كأس ولي العهد الذي أقيم قبل عامين بين الهلال والوحدة على شرف أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل، قدمني الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف للأمير خالد، فأجاب سموه بقوله يا حلولو.
وهي كلمة كنت أقولها دائماً عندما يسجل أحد اللاعبين هدفاً. وهذه الكلمة لا زالت من أجمل ذكرياتي.
وذات يوم كنت أعلق من أرض ملعب الصبان وكانت الكراويته كما نسميها باللهجة الحجازية وهي كرسي من الخشب يتسع لثلاثة أشخاص قد تهشمت جراء المطر والغبار، فاضطررت لأن أعلق واقفا على المباراة، ولما سجل الهلال هدفا عن طريق لاعبه يوسف الثنيان جلست فدخل المسمار في جسدي ومزق ثوبي فقلت دون شعور الهلال جاب قول وأنا جا فيا قول.
ولا زال زملائي غازي صدقة وناصر الأحمد يذكرونني بهذا الموقف الطريف حتى اليوم.
وهناك موقف مؤلم حدث بعد نهاية مباراة المنتخب السعودي أمام الصين في كوالالمبور الماليزية حيث انفعلت كثيراً بعد أن استطاع المنتخب تعديل النتيجة والفوز بالمباراة فوقعت أرضاً مغشياً علي. ولما جاء عمال النظافة في الملعب يتفقدون كبينة التعليق وجدوني على الأرض واستدعوا الإسعاف الذي اتجه بي إلى المستشفى.
ألا زلت تحتفظ بأرشيف رياضي مميز؟
فقدت كل محتويات المكتبة الرياضية التي كنت أملكها بعد أن تعرض بيتي للحريق والتي كانت تشتمل على تسجيلات قديمة للمثقفين الكبار ودروع وكؤوس وشواهد تاريخية وصحف منذ أول عدد لصدورها كالندوة مع أنها كانت بمثابة تراث متكامل.
أخيرا ما تقييمك للتعليق الرياضي في الوقت الراهن؟
غير جيد لأن التعليق موهبة والمواهب عادة ما تكون نادرة والمعلقون يحتاجون إلى مميزات معينة كالصوت الجيد والشهادة الجامعية والإلمام بقانون كرة القدم وحبذا لو كان المعلق لاعبا سابقا.
وإذا شاهدت بعض المباريات في الوقت الراهن أضطر لخفض صوت التلفاز ومشاهدة المباراة بدون صوت لأن عدداً من المعلقين أصواتهم فظة.