الشاب الذي تسلق الشاحنة الخفيفة في مشهد بطولي لم يكن يدري أن ثمة من يرصد لحظته الشجاعة تلك، اندفع كما أغلب أبناء هذا الوطن العظيم غير مبال بعواقب الأشياء، مدفوعا بما حملته جيناته من جسارة وإقدام، صادق السعوديون وسائل الاتصال، ومواقع التواصل محولينها إلى حالة ارتباط حميمة مع العالم باثين فيها خفة دمهم المدهشة، وروحهم الفكاهية، يطل السعوديون من التقنية كراغبين حقيقيين بالمتعة والضحك، لكن هذا لم يمنع تدوين لحظات بطولية نادرة كتلك التي شاهدناها في مقطع الدينا.
إن أهمية اللحظة التي تثبتها كاميرا الجوال الصغيرة نادرة، فالعالم أصبح يؤرخ بالعين لا بالكلمات، الكاميرا لا تكذب ولا تزور ولا تخاتل المتلقي، بل تتركه أمام تقييمه الذاتي للأشياء التي تتدفق من الناس.
في كل بلاد الدنيا يتعاطى الناس مع التقنيات من واقع اهتماماتهم، يأخذون منها أكثر مما يعطوها، السعوديون يزودونها بأكثر مما تتوقع لذا لم يكن مفاجئا أن يقرر يوتيوب عقد مؤتمره في السعودية لما لمسه من استثنائية ومغايرة في نوعية ما يضيفه السعوديون من محتوى وحجم وتفاعل، اليوتيوب، مسلة هذا العصر وراصد لحظته هيردوت الزمن الجديد الذي يفاجئه السعوديون بما هو غريب ومضحك وساخر كل يوم.